التأم، الخميس بمراكش، ثلة من المهنيين والمسؤولين في القطاع السياحي والأساتذة الجامعيون، في النسخة الثامنة من لقاءات "شامبلان"، لمناقشة وتدارس قضايا الممارسات السياحية، وعمل النساء والرجال في السياحة القطاع الحيوي المتضرر كثيرا من جائحة كوفيد 19، والتفاوتات القائمة بالمسارات المهنية، وتتبع تطور السياحة تحت تأثير النوع، قصد فهم أفضل للرهانات المتصلة. وأكد المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية لهدا اللقاء، المنظم بمبادرة من جامعة القاضي عياض، تحت شعار "السياحة والنوع في العالم .. أسئلة عرضانية وخصوصيات محلية"، على أهمية هذا اللقاء، الذي يركز على السياحة التي تأخذ بعين الاعتبار النوع، مشيرين إلى أن السياحة في حاجة ماسة اليوم إلى إقلاع جديد يستجيب لمتطلبات السياحة المستدامة، وإرساء الدعامات الكفيلة بإعادة إقلاعها. وأجمع المتدخلون على أهمية المكانة التي تحظى بها مدينة مراكش ضمن الساحة السياحية الدولية، مع إبراز الدور الكبير للسياحة وقدرتها على الإدماج المقتصد، والإدماج الاجتماعي والإشعاع الترابي في خدمة مشروع متجدد ودائم للمدينة الحمراء. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أوضح بلعيد بوكادير نائب رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، أن تنظيم هذه النسخة بالمغرب من قبل جامعة القاضي عياض يتماشى مع إرادة تقوية تموقع الجامعة ضمن موضوع السياحة. وأضاف بوكادير أن التطرق إلى مقاربة النوع في المجال السياحي سيمكن من إعادة قراءة عدة تخصصات من بينها الجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، التي يمكن من خلالها إثارة القضايا ذات الصلة بمقاربة النوع. وأشار إلى أن جامعة القاضي عياض أصبحت تهتم كثيرا بالمجال السياحي، الذي أصبح ضمن المواضيع التي تنال حيزا مهما في البحث العلمي، مبرزا أن الجامعة انخرطت في تطوير القطاع السياحي، من خلال تكوين الطلبة لنيل شواهد عليا (الإجازة، الماستر، الدكتوراه ...) في ميادين تدبير الهيئات والوجهات السياحية. من جانبه، أوضح حميد بن الطاهر رئيس المجلس الجهوي للسياحة مراكشآسفي، أن أهمية هذا اللقاء تكمن في انخراط جامعة القاضي عياض في تطوير القطاع السياحي، من خلال جمع مهنيي القطاع الاقتصادي والسياحي وأساتذة البحث العلمي للاشتغال على مجموعة من البرامج ذات الصلة بالصناعة السياحية. وأضاف بن الطاهر أن المجلس الجهوي للسياحة مراكشآسفي بدأ في الاشتغال مع جامعة القاضي عياض في محاولة لإعادة إنعاش القطاع السياحي بطريقة تعتمد على الابتكار والاستدامة، من خلال مناقشة مجموعة من المواضيع من ضمنها تحقيق التنمية العادلة بالجهة من خلال مشروع الأنظمة البيئية للحدائق. وفي هذا الصدد، قال بن الطاهر إن الابتكار والاستدامة من ضمن المواضيع التي نشتغل عليها مع جامعة القاضي عياض من خلال خلق مسارات جديدة وإيجاد حلول لجهة مراكشآسفي، خاصة في هذه الظرفية، التي يحتاج فيها العاملين في القطاع السياحي لإعطائهم الأمل وكل الطاقات. وبعد تنويهه بالدينامية التي تعرفها حاليا جامعة القاضي عياض بفضل الجيل الجديد من الأساتذة الباحثين، الذين يعملون من خلال الأبحاث العلمية على النهوض بالمقاولات السياحية، أشار بن الطاهر الى أن التنمية المستدامة في المجال السياحي رهينة بانخراط جميع الطاقات والمتدخلين والمهنيين من كلا الجنسين. ولاحظ بن الطاهر أنه منذ بداية عملية التطعيم بدأت تظهر بوادر الأمل والتفاؤل، والعمل على المحافظة على المساعدات الموجهة لليد العاملة في هذا الميدان، مشددا على أنه يبقى متفائلا بأن هذا القطاع سينتعش مرة أخرى ويتجاوز الآثار السلبية لهذه الأزمة. وتشكل لقاءات "شامبلان"، التي رأت النور سنة 2004، منصة تنظم مرة كل سنتين، حيث يلتقي المهنيون والجامعيون الدوليون للمناقشة والتبادل حول الإشكاليات والاتجاهات البحثية في السياحة. ويتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة رئيس المجلس الجهوي لحقوق الإنسان بجهة مراكشآسفي، ومهنيين وخبراء وأساتذة جامعيين يمثلون 15 بلدا، تنظيم ثلاث جلسات للنقاش على صلة بالسياحة وقضايا النوع، ومكانة النساء ضمن قطاع السياحة، وموائد مستديرة تجمع باحثين ومتخصصين وممارسين في القطاع السياحي.