وضعت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي التابع لسرية النواصر، حدا لنشاط عصابة خطيرة متخصصة في سرقة الفيلات بالمدينة الخضراء في منطقة بوسكورة، يتزعمها شخص يلقب ب"القط"، 38 سنة. وذكرت مصادر مطلعة أن البحث انطلق منذ شهر دجنبر 2020، بعد تسجيل شكايات من قبل ضحايا تعرضت فيلاتهم للسرقة، إذ تعرضت 3 فيلات للسرقة في يوم واحد، مشيرة إلى أن المسروقات تهم كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، من هواتف محمولة من النوع الممتاز، ومجوهرات، وحواسيب. وذكرت المصادر أن المحققين اكتشفوا أن عملية السرقات تتم باحترافية عالية، دون ترك أي بصمات أو دليل يقود إلى تحديد هوية المتهمين، مبرزة أن تكثيف عمليات البحث، مدعومة بالخبرات التقنية على الهواتف المسروقة، مكن من ضبط هاتف مسروق بيع بسوق درب غلف ب6200 درهم، واعتقال شخصين متهمين بشراء المسروق. واصل محققو الدرك الملكي أبحاثهم، مستعينين بكاميرات مراقبة بعض تجار السوق لتحديد هوية بائع المسروقات، وهو ما تم تحقيقه بالفعل بفضل مساعدة تجار السوق، ليتبين من خلال التحقيق أنه وسيط يتكلف ببيع المسروقات في أماكن متعددة حتى لا تنكشف هويته. وأفادت المصادر ذاتها أن الوسيط قاد بدوره عناصر المركز القضائي للدرك الملكي إلى صاحب محل تجاري لإصلاح الهواتف المحمولة بالدارالبيضاء، تبين أنه العقل المدبر لهذه العصابة. وقاد التحقيق مع صاحب المحل إلى معرفة هوية السارق الحقيقي، ويتعلق الأمر بمتهم يلقب ب"القط"، 38 سنة، يتحدر من منطقة آسفي، ويكتري غرفة في منطقة المكانسة. وتمكن محققو الدرك الملكي، بعد فرض مراقبة محكمة على المنطقة التي يقطن بها، من إيقافه تزامنا مع موعد الإفطار، وبعد تنقيطه تبين أن له عدة سوابق عدلية في السرقة. ويمتاز المتهم بالخفة والسرعة في التحرك بسبب بنيته الجسدية النحيفة، وهو الأمر الذي كان يساعده في تسلق جدران الفيلات بكل سهولة واحترافية، فضلا عن وضعه قفازات بيده حتى يتجنب ترك بصماته في مسرح الجريمة. وحسب المصادر ذاتها، فإن المتهم اعترف للمحققين بقيامه بعمليات السرقة المسجلة في المنطقة، وأنه ينفذ العمليات بتوجيه من العقل المدبر، صاحب محل إصلاح الهواتف، مبرزا أن هو من كان ينقله إلى الفيلا المراد سرقتها بواسطة سيارة تحمل ترقيما أجنبيا، وينتظره إلى حين القيام بعملية السرقة، على أن يتولى هو تصريف المسروق بطريقته. وأحيل المتهمون، بداية الأسبوع الجاري، على استئنافية البيضاء، بتهمة تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة باستعمال ناقلة. وخلف اعتقال عصابة "القط" ارتياحا لدى سكان الفيلات بالمدينة الخضراء، خاصة وأن المتهم كان يتسلل إلى الفيلا من أجل السرقة، وقاطنوها نائمون، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم مخافة تعرضهم لاعتداء من قبله في حال انكشف أمره.