اضطر مستشار جماعي من أهل الجرار بجماعة أغواطيم عمالة تحناوت بإقليم الحوز،إلى إدارة الدهر لمقعده بالجماعة،والتواري عن الأنظار بعيدا عن متناول مصالح الدرك الملكي. هذه الأخيرة وبعد أن أعياها البحث عن مكان تواجد العضو، لم تعدم وسيلة للتعقب والمطاردة، وبالتالي اعتماد الحكمة المأثورة عن الفأر في مواجهة القط""اللي عندو باب واحد،الله يسدو عليه"،والإحتماء بسطور مذكرة بحث وطنية تم تعميمها على مختلف الاجهزة ومداخل ومخارج الحدود الوطنية.
المستشار المعني وفي إطار مبدأ"الفقيه اللي نترجاو بركتو، ادخل للجامع ببلغتو"، أثبتت تحريات درك جماعة سعادة تورطه في عملية سرقة كبرى، تجاوزت غنائمها سقف ال30 مليون سنتيم.
بدأت فصول الواقعة، حين استيقظ صاحب شركة متخصصة في بيع وترويج المعدات الفلاحية، تتخذ مقرها بالنفوذ الترابي لجماعة الأوداية، بتطفل مجهولين على محله واستغلال عامل الليل وجنح الظلام، للإغارة على مقر الشركة وسرقة مجمل المعدات والتجهيزات المتراكة بالمحل، في إطار سرقة تم التخطيط لها بشكل احترافي، اتخذت خلاله كل التدابير والإحترازات لإبقاء المتورطين بعيدا عن دائرة اكتشاف أمرهم وهويتهم.
مباشرة بعد اكتشاف أمر السرقة، تم إخطار مصالح الدرك الملكي، التي عملت على فتح تحقيق وإجراء معاينة مع مسح شامل لمسرح السرقة والكيفية التي اعتمدها الفاعلون للسطو على كل هذه الكمية من التجهيزات والمعدات.
لم يتطلب الأمر كثير وقت، حين توصلت المصالح المذكورة بإخبارية تؤكد شروع بعض الوسطاء في عرض نماذج وعينات من المسروقات على بعض التجار، في محاولة لبيعها وترويجها مع تقديم عروض مجزية لإغراء المشترين على اقتنائها. قامت العناصر الدركية بتوقيف الوسيط متلبسا بالجرم المشهود وبحوزته العينات المومأ إليها،ومن تمة إخضاعه للبحث والإستنطاق، ومحاصرته بالعديد من الأدلة والبراهين، ما جعله ينهار ويقود المحققين لمكان إخفاء المسروقات.
قاد الوسيط المتهم المحققين إلى منزل بدوار أيت القاضي بأغواطيم، حيث تم حجز كل المعدات والتجهيزات الفلاحية المسروقة، فيما قاد التحقيقات الى تحديد هوية صاحب البيت والذي لم يكن سوى مستشارا جماعيا بالجماعة المذكورة.
جاهدت بعدها العناصر الدركية لتحديد مكان تواجد المستشار،لإحاطته بأسباب التوقيف والإحالة بعد ثبوت تورطه في السرقة، غير أنه ظل متواريا على الأنظار وهاتفه النقال خارج الخدمة، ليكون القرار تنظيم زيارات مكوكية لمنزلي زوجته ووالده،غير أن الجواب كان دائما"ما كاينش،وما عرفنا فين مشا".
أمام هذا الإختفاء المفاجيء، تم إصدار مذكرة بحث وطنية لتعلقب مسارات تحركات المستشار،مع إحالة الوسيط على الوكيل العام في حالة اعتقال،بعدة تهم ثقيلة من عيار السرقة الموصوفة المقرونة بالكسر واستعمال ناقلة، مع عامل الليل وتعدد الفاعلين، لتدخل القضية بمجملها نفق تكوين عصابة إجرامية،فيما ظل العضو المنتخب أسير حكمة الأجداد"شحال قدك من تسغفيرت الله، البايت بلا عشا".