لجأت السلطات بمنطقة درب مولاي الشريف بالدارالبيضاء إلى الأجور والإسمنت من أجل إغلاق أبواب مجموعة من المنازل الآيلة للسقوط بعد إخلائها من قاطنيها، كما أغلقت أبواب المحلات المتواجدة تحتها، لحماية السكان من أي انهيار محتمل في أية لحظة، خصوصا بعد انهيار 3 منازل مصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، ووفاة 3 أشخاص، يوم الجمعة المنصرم. وعاينت "الصحراء المغربية" صباح اليوم الثلاثاء بعض المواطنين ينقلون بعض حاجياتهم من منازل أخرى قريبة من موقع الحادث، رغم منع السلطات لهم من دخولها، إذ تصنف هي الأخرى ضمن دائرة الخطر. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قام العديد من السكان القاطنين بمنازل قريبة من موقع الحادث منذ يوم السبت المنصرم، بإخلاء منازلهم خوفا من انهيارها فوق رؤوسهم في أية لحظات، خصوصا مع قوة الأمطار التي تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء خلال الأسبوع المنصرم. كما وضعت السلطات متاريس حديدية طوقت بها جميع الأزقة المصنفة ضمن دائرة الخطر، كما فرضت طوقا أمنيا لمنع المرور بهذه الأزقة أو ولوج المنازل الآيلة للسقوط. وإلى حدود صباح اليوم الثلاثاء، كانت العديد من الأسر ممن أخلت منازلها تبيت في زقاقين على شكل قوسين مقابلين لموقع الحادث، إذ اتخذت منها مكان للمبيت والجلوس في انتظار إيجاد حل لوضعيتها من قبل السلطات المختصة، قصد إعادة إيوائهم كما يطالب هؤلاء المتضررون. وقال شاب متضرر إن الأسر تعيش على أعصابها منذ وقوع الحادث، خصوصا أن أحوال الطقس باردة جدا، مشيرا إلى أن جل المتضررين لم يجدوا مكانا يؤوون إليه، وظلوا مشردين في الشارع رفقة أطفال صغار وأشخاص مسنين. وطالب الشاب، متزوج وأب لطفين، السلطات بالانكباب العاجل على حل وضعيتهم، وإنقاذهم من المبيت في الأزقة منذ انهيار المنازل المذكورة، مشددا على أن المنطقة برمتها تعيش الرعب كل لحظة بالنظر إلى تهالك المنازل وقدمها. وتوجه العشرات من المتضررين، صباح أمس الثلاثاء، إلى مقر الملحقة الإدارية درب مولاي الشريف، والتي توجد غير بعيد عن موقع الحادث، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمامها رافعين مجموعة من الشعارات من قبيل "هذا عار هذا عار العائلات في خطر، الأبناء في خطر، الآباء في خطر". وطالب المحتجون، الذي حاصرتهم قوات الأمن أمام مقر الملحقة، السلطات المختصة بالاستجابة لمطالبهم، وإيجاد حلول لملفهم، بعد إخلاء منازلهم الآيلة للسقوط، أو المنهارة. يذكر أن حصيلة ضحايا انهيار منزل بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالدارالبيضاء بلغت 3 قتلى من أسرة واحدة، بعد انتشال فرق الإنقاذ جثتي الأم وطفلها (5 سنوات) حوالي التاسعة من ليلة الجمعة من تحت الأنقاض. وكانت فرق الإنقاذ انتشلت جثة الأب بعد ظهر يوم الجمعة، فيما تمكنت صباحا بمساعدة أبناء المنطقة من إنقاذ شخصين أصيبا بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات. وتوسعت دائرة كارثة درب مولاي الشريف، لتشمل انهيار منزلين آخرين بشكل مفاجئ مساء يوم الجمعة، بينما كانت فرق الإنقاذ منهمكة في البحث عن الضحايا الذين كانوا ما يزالون تحت أنقاض المنزل الذي انهار صباح اليوم ذاته. ودب الرعب والخوف في نفوس عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والأمنية التي كانت تؤمن عمليات الإنقاذ والتنقيب، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام والهلال الأحمر وسكان المنطقة، بعد انهيار مفاجئ للمنزلين المجاورين للمنزل المذكور، ولحسن الحظ أن الجميع فر هاربا للابتعاد عن حطامهما، والنجاة بأنفسهم، وإلا كانت ستقع كارثة حقيقية، تودي بحياة عدد كبير من الأشخاص.