وبالطريقة ذاتها أصبحت فاطمة الزهرة المنصوري رئيسة المجلس الوطني بعد انسحاب وهبي. وبذلك أعفى انسحاب كل من الباكوري ووهبي المجلس الوطني لحزب الجرار من الانتخابات. وكان المؤتمر الوطني الثالث ل"البام" انتخب في وقت متأخر من ليلة أول أمس السبت / صباح أمس الأحد، مجلسا وطنيا للحزب يتكون من أزيد من 600 عضو، خصصت فيه نسبة أزيد من 30 في المائة للنساء، وأكثر من 25 في المائة للشباب. وكان مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، المنتهية ولايته، أعلن أن المؤتمر، الذي انطلقت أشغاله الجمعة المنصرم، ببوزنيقة، بمشاركة 3500 مؤتمر ومؤتمرة، يشكل "تجسيدا لانخراط واع ومسؤول في مغرب الجهات"، وهو الشعار الذي تبناه المؤتمر. وأوضح الباكوري، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مساء أول أمس السبت، أن اختيار الحزب لهذا الشعار العملي، يأتي اعتبارا لأن الجهوية المتقدمة تشكل الورش الاستراتيجي المتوج للمشاريع الإصلاحية الوطنية المهيكلة، على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة، ولأن هذا "الورش الوازن والمصيري يدشن أفقا جديدا للتنمية البشرية والمستدامة لبلادنا، على نحو منصف ومتضامن، من أجل رفعة المغرب وضمان العيش الكريم لجميع المغاربة". وتحدث الباكوري عن "مؤتمر رفع التحديات، خصوصا الشفافية والديمقراطية الداخلية، والتنافسية السياسية الشريفة، ضمن مقاربة قوامها الإصرار على المزاوجة بين استمرارية توطيد المكتسبات وتطويرها، وبين التجديد والابتكار، خصوصا على المستويات المذهبية، والبرنامج السياسي، والآليات التنظيمية، وتجديد النخب القيادية". وأضاف أن المؤتمر يتوج "مسارا وازنا من الأشواط التنظيمية، والعمل السياسي الدؤوب، الذي حسم تموقع الحزب في مقدمة المشهد السياسي، في مختلف المحطات الانتخابية الأخيرة، ليضع على عاتقه مسؤوليات وتحديات مضاعفة". واستطرد قائلا إنه "مؤتمر يعطي نفسا قويا مستشرفا لمسارات مستقبلية، سيما التحضير الناجع للاستحقاقات التشريعية المقبلة، وهي مسارات لا خيار لنا سوى النجاح في كسب رهاناتها، بكل تفاؤل وثقة وإرادة". وأضاف أن المؤتمر فرصة التقاء "أطياف متعددة التوجهات من مكونات مجتمعنا، وتشكل بحق مناسبة لتجديد دعوة حزبنا للجميع، من أجل التفكير المتقاسم والتعبئة الجماعية والعمل المواطن المشترك والمتضافر، لكسب الرهانات التي تشكل أسبقيات حاسمة للأمة". وحدد هذه الرهانات في "تحقيق تحول نوعي في التعبئة المجتمعية حول السيادة المغربية على كامل التراب الوطني، والتملك الجماعي والتجسيد العملي، وتجسيد المناصفة، ومواصلة بناء اقتصاد وطني بنموذج تنموي جديد، وترسيخ الممارسة الديمقراطية الاعتيادية، والانخراط الفردي والجماعي في إنجاح مدرسة مغربية للجميع، والمبادرة المشتركة بتحضير استباقي للإغناءات التي تستدعيها أحكام الدستور ومقتضياته، خصوصا بعد مضي خمس سنوات على إقراره". وبعد أن شدد على أن "مساءلة الواقع الحالي وقوة انتظارات وتطلعات الشعب لمستقبل مطمئن بعيش كريم، يدعونا إلى الاجتهاد الجماعي المبتكر من أجل تقديم البديل"، أعلن أن "الأصالة والمعاصرة، ومعه كل الديمقراطيين والمناضلين والمتنورين، واثقون من امتلاكهم البديل الواعد، الذي هو بديل الحاضر والمستقبل". من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، محمد الشيخ بيد الله، خلال الجلسة، إن "اللجنة نوهت بالأمن والاستقرار، بفضل خيارات مختلف مكونات الأمة، خصوصا التمسك المشترك بالثوابت المؤسساتية، وبالتعددية الفكرية والثقافية، وبمقومات الهوية الوطنية في تنوع روافدها. وثمن بيد الله نتائج الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وبالمشاركة الواعية للحزب في تحصين الخيار الديمقراطي، ودوره في تقوية التماسك الاجتماعي وترسيخ الإجماع الوطني في الدفاع عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها الوحدة الترابية". وأعلن بيد الله أن خلاصات عمل اللجنة أكدت على ضرورة مواصلة تبني الديمقراطية كخيار مصيري وتعزيز الخيار الحزبي الاستراتيجي، من خلال أربع قضايا أساسية، تتمثل في الإسلام كقاسم مشترك بين المغاربة، ينبغي تحصينه من التوظيف السياسي، والأمن كأساس لاستقرار المجتمع، والبيئة السليمة كحق دستوري، وكذا في المواطنة كسبيل لإعادة التوازن بين الحقوق الواجبات. وحضر الجلسة الافتتاحية قياديون من أحزاب مغربية وأجنبية، وضيوف من السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط وشخصيات أخرى، وطنية ودولية، من مشارب مختلفة، إلى جانب مسؤولين نقابيين وممثلين لجمعيات حقوقية ومدنية. وتميزت أشغال اليوم الأول بتقديم التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما، وتقديم تقرير اللجنة التحضيرية وتوزيع المؤتمرين والمؤتمرات إلى لجنتين (لجنة الوثيقة المذهبية ولجنة القوانين والأنظمة). من كواليس المؤتمر: - نسيان الداودي خلق لحسن الداودي عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية الحدث في مؤتمر "البام"، بعد أن سقط اسمه "سهوا" خلال تلاوة أسماء زعماء وقيادي الأحزاب المغربية الحاضرة، خصوصا أن العديد من المؤتمرين كانوا يتوقعون عدم حضور أي ممثل لحزب العدالة والتنمية. واضطرت إحدى مناضلات الحزب التي كانت تتلو قائمة الحضور، بعد أن نبهتها سهيلة الريكي، الناطقة باسم الحزب، إلى الاعتذار عن هذا الخطأ قائلة "السيد الداودي، أنت أكبر من أن تنسى وتذكر في الأخير". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طيب الشيخ بيد الله، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بدوره خاطر الداودي وقال "اعتذر للأستاذ الداودي عن ذكر اسمه متأخرا". - لغة الإشارة كان لافتا خلال الجلسة الافتتاحية حضور لغة الإشارة، لترجمة كلمات المتدخلين، الأمر الذي تكلف به مترجم اعتدنا على مشاهدته في جلسات البرلمان بغرفتيه لترجمة مداخلات النواب والمستشارين إلى لغة الإشارة. - "ما سخيناش بيك" خلال كلمته الافتتاحية، عبر مؤتمرون وسط قاعة الجلسات عن "حبهم الكبير" لمصطفى الباكوري، وهتف بعضهم بصوت مرتفع "ما سخيناش بيك" في إشارة إلى أنهم متشبثون بإعادة انتخاب الباكوري، بينما فهم آخرون أن ذلك يوحي بانتهاء مهمته في قيادة الحزب. - فلسطين حاضرة
حظي تدخل عباس زكي، عضو حركة فتح الفلسطينية، بتصفيقات حارة من قبل الجميع، إذ وقف جميع المؤتمرين والضيوف لتحية القضية الفلسطينية على نغمات نشيد حماسي، يشيد بعدالة القضية، ويساند مشروعيتها ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما هتفوا بشعارات من قبيل "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". من أقوال ضيوف المؤتمر حميد شباط: العمل يدا في يد مشاركة حزب الاستقلال في المؤتمر منبثقة من قناعة الاستقلاليات والاستقلاليين لتشجيع كل الأحزاب السياسية ودعمها، والعمل على تقوية العمل السياسي. أتمنى، باسم كل الاستقلاليات والاستقلاليين التوفيق والنجاح لمؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة، وأن نعمل يدا في يد كأحزاب وطنية من أجل إنقاذ الأوضاع التي أصبحت عليها البلاد اليوم، وكذا الاحتقان الاجتماعي الحاصل اليوم، وتكون حكومة المستقبل لصالح الوطن، ونحن منفتحون على الجميع. لحسن الداودي: الله يوفقهم "الله يوفقهم في مؤتمرهم"، الديمقراطية ماشية في طريقها بالمغرب، والأحزاب أصبحت منتظمة في مؤتمراتها، وهذا شيء مهم بالنسبة للمغرب. لقد مضى وقت تجاوز القيادة مرحلتها التي يحددها القانون، نهنئهم على احترام وقت تنظيم مؤتمرهم، ونتمنى لهم التوفيق. الأحزاب المغربية لها الحق في الوجود واتخاذ المواقف، وأنا أمثل حزب العدالة والتنمية كضيف في المؤتمر، وبالتالي فهو حضور رسمي. ادريس لشكر: آمل النجاح جئنا استجابة لدعوة إخوتنا في حزب الأصالة والمعاصرة، ونحن كلنا أمل أن تتكلل أشغال المؤتمر بالنجاح بما فيه خدمة مصالح البلد. حكيم بنشماس: مشاريع أجوبة حزبنا له ما يكفي من المناعة والذكاء لاختيار قيادة في أقصى درجات الحرية وبوعي كبير للرهانات والتحديات المطروحة، ليس فقط على جدول أعمال الحزب، لكن على جدول أعمال البلد. الأصالة والمعاصرة مصمم على أن يقدم للمغاربة مشاريع تصورات ومشاريع أجوبة، ليست فضفاضة أو نظرية، بل تتضمن مقترحات مضبوطة وخارطة طريق، تمكن من الاستجابة لانتظارات المغاربة.