سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شريط 'المتمردة' يمثل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بطلة الفيلم ل'المغربية': موضوع في صميم الأحداث حول الحياة القاسية لعمال المزارع المهاجرين
دخل الفيلم المغربي "المتمردة"، لمخرجه جواد غالب المقيم ببلجيكا، أول أمس الأحد، غمار المنافسة على إحدى جوائز المهرجان. ويخوض غالب مغامرة الفيلم الطويل لثاني مرة، بعد تجارب في الفيلم الوثائقي توجته بأفضل فيلم وثائقي في "فيسباكو" سنة 2007، كما جذب الانتباه بفيلم "المعذبون في البحر"، حول معاناة الصيادين، الذي حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مونتي كارلو، وترشح لجوائز الأكاديمية الأوروبية. ويمثل الفيلم، وهو إنتاج مشترك مع بلجيكا، نظرة جيل جديد من السينمائيين المغاربة المنشغلين بمساءلة قضايا عدة ذات طابع إنساني وحقوقي، من خلال تسليطه الضوء على جوانب من معاناة المهاجرين المغاربة في الوسط المهني بأوروبا، بصوت أنثوي. ويحكي الفيلم، وهو الثاني لمخرجه، قصة ليلى، فتاة مغربية حاصلة على شهادة في المعلوميات، عانت البطالة، فقررت السفر إلى بلجيكا من أجل مستقبل مهني أفضل، لتحط بمزرعة عائلية للتفاح يديرها أندرو، وتكتشف النظام الجائر الذي ينتهك الحقوق المهنية والانسانية للعمال والعاملات، خصوصا من ذوي عقود العمل الموسمية، وتقرر قيادة تمرد للدفاع عن حقوق المهاجرين. ويبدأ الفيلم بمشاهد من المغرب، حيث تعيش ليلى، التي تنخرط في مظاهرات الشباب المغربي، المطالب بالعمل والكرامة والحقوق، وبعد ملاحقات متكررة من الأمن واعتقالها، وتذمر أسرتها مما تقوم به، قررت أن تختفي عن الأنظار، فهاجرت إلى بلجيكا. ليلى التي كانت ناشطة من أجل الديمقراطية في بلادها ستحاول الدفاع عن القيم نفسها من أجل التغيير، الذي يحفظ الحقوق في بلد استقبال، من قبيل بلجيكا. ويشخص أدوار الفيلم كل من صوفيا مانوشا (ليلى)، وبنيامين رامون (ثيبو)، وهاند كودجا (جولي)، ونادج ويدراوكو (فاتو)، وبونوا فان دورسالاير (أندري)، ورفائيل برونو (فرانسواز)، وإيزابيل كايولكزوك (لوسيا)، وأوليفيي بونجور (ألبير)، وجون دومينيك أورساتيلي (برنار). وسبق لجواد غالب أن أخرج أول فيلم روائي طويل له بعنوان "7، شارع الجنون" الذي عرض في مهرجان بلد الوليد (إسبانيا)، ومهرجان السينما الجديدة في مونتريال ومهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور. وقالت الممثلة الفرنسية من أصل مغربي صوفيا مانوشا، بطلة فيلم "المتمردة"، في تصريح ل"المغربية"، عقب عرض الفيلم، إن موضوعه في "صميم الأحداث لاختراق مثل هذه الطابوهات المختلفة، التي نعيش على إيقاعها". كما تحضر في المسابقة أعمال من اليابان، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، والهند، وكازاخستان، وإيران، وتركيا، ولبنان، وإيسلندا، والدانمارك، وبلجيكا، وكندا، والولايات المتحدة، والمكسيك. وحسب عدد من النقاد السينمائيين، فإن فيلم "المتمردة" يتخذ منحى خطيا، يرسم رحلة ذهاب صوب المهجر، يبدأ بمغادرة المغرب، وينتهي بالعودة إليه بعد انتهاء عقد العمل الموسمي. وأضاف بعضهم أن الفيلم يقترح صورة مغايرة لمهاجر حامل للقيم الحداثية، مستعد للدفاع عن حقوقه المشروعة في إطار القانون، مشيرين الى أن الفيلم يتفادى السقوط في صور أحادية للآخر، فمقابل رب العمل البلجيكي الذي ينتهك حقوق عماله، هناك أيضا مواطنته الناشطة الحقوقية، التي تساعد المهاجرين وتتبنى قضاياهم. واختارت دورة 2015 من المهرجان الدولي للفيلم الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، برمجة غنية وممتعة، من خلال تنوع وقوة في أفلام المسابقة الرسمية، ولجنة التحكيم، فضلا عن مسابقة أفلام المدارس الخاصة بأفلام المعاهد والكليات والجامعات، ومنتديات للحوار السينمائي (ماستر كلاس)، والتي يديرها ويؤطرها سينمائيون دوليون.