وقعت السينما المغربية، أمس الأحد، حضورها في المسابقة الرسمية للدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش من خلال عرض فيلم"المتمردة" للمخرج جواد غالب. ويمثل الفيلم الذي يتنافس على جوائز المهرجان ضمن قائمة من 15 فيلما، نظرة جيل جديد من السينمائيين المغاربة المنشغلين بمساءلة قضايا عدة ذات طابع إنساني وحقوقي. فهو يسلط الضوء على جوانب من معاناة المهاجرين المغاربة في الوسط المهني بأوروبا، بصوت أنثوي. إنه صوت "ليلى"، الشابة الجامعية المغربية، التي تقصد بلجيكا من أجل مستقبل مهني أفضل. تحط الرحال بمزرعة عائلية للتفاح يديرها أندرو وتكتشف النظام الجائر الذي ينتهك الحقوق المهنية والانسانية للعمال والعاملات، خصوصا من ذوي عقود العمل الموسمية. ليلى التي كانت ناشطة من أجل الديموقراطية في بلادها ستحاول الدفاع عن نفس القيم التي تؤمن بها، من أجل التغيير الذي يحفظ الحقوق في بلد استقبال من قبيل بلجيكا. ويتخذ الفيلم منحى خطيا، يرسم رحلة ذهاب صوب المهجر. يبدأ بمغادرة المغرب، وينتهي بالعودة إليه بعد انتهاء عقد العمل الموسمي. يقترح صورة مغايرة لمهاجر حامل للقيم الحداثية، مستعد للدفاع عن حقوقه المشروعة في إطار القانون. يتفادى الفيلم السقوط في صور أحادية للآخر. فمقابل رب العمل البلجيكي الذي ينتهك حقوق عماله، ثمة أيضا مواطنته الناشطة الحقوقية التي تساعد المهاجرين وتتبنى قضاياهم. أدى أدوار الفيلم ( ساعة و 16 دقيقة) كل من صوفيا مانوشا (ليلى)، بنيامين رامون (ثيبو)، هاند كودجا (جولي)، نادج ويدراوكو (فاتو) بونوا فان دورسالاير (أندري)، رفائيل برونو (فرانسواز) ، إيزابيل كايولكزوك (لوسيا)، أوليفيي بونجور (ألبير)، جون دومينيك أورساتيلي (برنار). يذكر أن جواد غالب يخوض مغامرة الفيلم الطويل لثاني مرة بعد عدة تجارب في الفيلم الوثائقي توجته بأفضل فيلم وثائقي في فيسباكو سنة2007 . وقد جذب الانتباه أيضا بفيلم "المعذبون في البحر"، حول معاناة الصيادين والذي حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مونتي كارلو، وترشح لجوائز الأكاديمية الأوروبية. سبق لجواد غالب أن أخرج أول فيلم روائي طويل له بعنوان "7، شارع الجنون" الذي تم عرضه في مهرجان بلد الوليد، ومهرجان السينما الجديدة في مونتريال ومهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور.