شهد اليوم الثالث من الدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تكريم السينما الكندية باعتبارها واحدة من أكثر أقطاب الصناعة السينمائية تميزا وحيوية، فضلا عن حضور السينما المغربية في المسابقة الرسمية، من خلال عرض فيلم "المتمردة" للمخرج جواد غالب. ولبت نخبة من الأسماء اللامعة في المشهد السينمائي الكندي، مساء الأحد، دعوة مهرجان مراكش، حيث عاشت منصة قصر المؤتمرات لحظة ساحرة للاحتفاء بقارة سينمائية حافظت على وتيرة تطور مطردة. وتسلم المخرج الكندي الكبير أتوم أكويان النجمة الذهبية للمهرجان من المخرجة المغربية فريدة بليزيد، على منصة اصطف فيها جمع من الممثلين والمخرجين والمنتجين، يعدون سفراء سينما تحمل بصدق سمات دولة متعددة الأعراق والثقافات. وفي كلمة باسم الوفد الكندي، أعرب المخرج العالمي أتوم أكويان، عن سعادته بتقاسم التجربة السينمائية لبلاده مع الجمهور المغربي، من خلال أفلام تعكس تنوع المرجعيات والأساليب في المتن السينمائي الكندي، مضيفا أن أفلام كندا تعكس فسيفساء ثقافية تجمع بين إرث الشعوب الأصلية والذاكرة الاستعمارية لفرنسا وبريطانيا، انضافت إليه تأثيرات موجات الهجرة المتواصلة إلى بلاده، التي تكرس تعددية ثقافية وهوية متنوعة الروافد. وأعقب حفل التكريم الذي يكرس تقليدا دأب عليه مهرجان مراكش منذ دورة 2004، عرض فيلم " تذكر" للمخرج أتوم أكويان، الموهبة الفذة التي أبهرت أرقى محافل الفن السابع عبر العالم، وفي إطار هذه الاحتفالية، برمج المنظمون سلسلة عروض شملت ثلاثين فيلما كنديا، تدعو ضيوف التظاهرة وعشاق السينما، لاستكشاف العوالم الإبداعية للسينمائيين الكنديين، والتي تمثل أجيالا وتيارات وأساليب متنوعة. "المتمردة" .. عين على نضال المهاجرين من أجل الانصاف وفي اليوم الثالث، وقعت السينما المغربية، حضورها في المسابقة الرسمية للدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش من خلال عرض فيلم "المتمردة" والذي الذي يتنافس على جوائز المهرجان ضمن قائمة من 15 فيلما، كما يمثل نظرة جيل جديد من السينمائيين المغاربة المنشغلين بمساءلة قضايا عدة ذات طابع إنساني وحقوقي. فهو يسلط الضوء على جوانب من معاناة المهاجرين المغاربة في الوسط المهني بأوروبا، بصوت أنثوي. إنه صوت "ليلى"، الشابة الجامعية المغربية، التي تقصد بلجيكا من أجل مستقبل مهني أفضل. تحط الرحال بمزرعة عائلية للتفاح يديرها أندرو وتكتشف النظام الجائر الذي ينتهك الحقوق المهنية والانسانية للعمال والعاملات، خصوصا من ذوي عقود العمل الموسمية. ليلى التي كانت ناشطة من أجل الديموقراطية في بلادها ستحاول الدفاع عن نفس القيم التي تؤمن بها، من أجل التغيير الذي يحفظ الحقوق في بلد استقبال من قبيل بلجيكا. ويتخذ الفيلم منحى خطيا، يرسم رحلة ذهاب صوب المهجر. يبدأ بمغادرة المغرب، وينتهي بالعودة إليه بعد انتهاء عقد العمل الموسمي. يقترح صورة مغايرة لمهاجر حامل للقيم الحداثية، مستعد للدفاع عن حقوقه المشروعة في إطار القانون. يتفادى الفيلم السقوط في صور أحادية للآخر. فمقابل رب العمل البلجيكي الذي ينتهك حقوق عماله، ثمة أيضا مواطنته الناشطة الحقوقية التي تساعد المهاجرين وتتبنى قضاياهم. أدى أدوار الفيلم ( ساعة و 16 دقيقة) كل من صوفيا مانوشا (ليلى)، بنيامين رامون (ثيبو)، هاند كودجا (جولي)، نادج ويدراوكو (فاتو) بونوا فان دورسالاير (أندري)، رفائيل برونو (فرانسواز) ، إيزابيل كايولكزوك (لوسيا)، أوليفيي بونجور (ألبير)، جون دومينيك أورساتيلي (برنار). يذكر أن جواد غالب يخوض مغامرة الفيلم الطويل لثاني مرة بعد عدة تجارب في الفيلم الوثائقي توجته بأفضل فيلم وثائقي في فيسباكو سنة2007 . وقد جذب الانتباه أيضا بفيلم "المعذبون في البحر"، حول معاناة الصيادين والذي حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مونتي كارلو، وترشح لجوائز الأكاديمية الأوروبية. سبق لجواد غالب أن أخرج أول فيلم روائي طويل له بعنوان "7، شارع الجنون" الذي تم عرضه في مهرجان بلد الوليد، ومهرجان السينما الجديدة في مونتريال ومهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور.