تعمل جمعية "شروق" بمدينة الدارالبيضاء جاهدة، على محاربة الهدر المدرسي وتقليصه، وإعطاء أبناء الفئات الهشة والفقيرة "فرصة ثانية"، لمتابعة دراستهم بمدرسة "ابن باجة" التي تشرف عليها، سواء بالنسبة للتعليم الأولي الخاص بفئة الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات، أو بالنسبة لفئة الكبار ما بين سن 14 و18 سنة، الذين يتم تأهيلهم وتوجيههم لاكتساب مهنة في مجالي الفندقة أو الكهرباء. وتدعم الجمعية أيضا، أولياء أمور هؤلاء التلاميذ ماديا ومعنويا، من أجل خلق جو مناسب لأبنائهم داخل أوساطهم، يشجعهم على مواكبة دراستهم وتكوينهم داخل فضاء تربوي، يطبعه التربية والتكوين والرياضة والترفيه. وفي هذا الصدد، أكدت كنزة لحبابي، مسؤولة بجمعية "شروق"، ل"الصحراء المغربية"، أن مدرسة "ابن باجة" استقبلت خلال الأيام الأخيرة، الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و 6 لمتابعة دراستهم بالتعليم الأولي، إذ توفر لهم تعليما جيدا من خلال تعاقدها مع مربيات متمرسات في ميدان التربية، سيما أن المدرسة تقدم للأطفال نهجا تربويا حديثا مدروسا يسهل عليهم عملية الفهم، وتوفر لهم المستلزمات الدراسية والوجبات الغذائية. كما استقبلت مدرسة "الفرصة الثانية" أيضا شبابا ما بين 14 و18 سنة، لمتابعة دراستهم وتكوينهم في مسلكي الكهرباء والفندقة، وعملية التكوين هنا لا تقتصر فقط على التعلم، بل أيضا على الدعم والتدريب والمتابعة الشخصية. وأضافت كنزة، أن "شروق"، من الجمعيات، ذات الأهداف السوسيو اجتماعية والتربوية لمساعدة الأسر الضعيفة والهشة، حيث تولي رعاية فائقة لأبناء الفئات الهشة والفقيرة، والعناية بأسرهم لتمكينهم من متابعة دراستهم وتكوينهم من خلال "مدرسة الفرصة الثانية (الجيل الجديد)"، التي تشرف عليها الجمعية، والتي تحتضن بداخلها 91 طفلا موزعين على ثلاث أقسام للتعليم الأولي، يتحدرون من الحي الذي توجد فيه الجمعية والأحياء المجاورة، كحي العنق، وأحياء من المدينة القديمة، ويوجد بالمدرسة ذاتها 62 من شباب الجيل الجديد تتراوح أعمارهم ما بين 14سنة و18 سنة هم أيضا من أحياء متفرقة، يتابعون تكوينهم في خلال "الفرصة الثانية" في الفندقة والكهرباء وتعلم اللغات الفرنسية والانجليزية، لأن الاشتغال في مجال الفندقة يتطلب إلماما باللغات. وأضافت لحبابي، أن "شروق"، لا تنسى الاعتناء بأسر هؤلاء الأطفال والشباب، ومساعدتهم على مواجهة الفقر، إذ توزع عليهم من حين لأخر، قففا خاصة بالمواد الغذائية، سيما في المناسبات والأعياد، وفي فترة الحجر الصحي، وستوزع القفف ذاتها خلال هذه الأيام بمناسبة عيد المولد النبوي، إلى جانب ذلك، تنظم "شروق" لفائدة المستفيدين من خدماتها، أنشطة رياضية وترفيهية وتثقيفية ومسرحية وخرجات استكشافية، وزيارة للمتاحف من أجل الترويح عن أنفسهم واكتساب معارف جديدة، والخروج من الأجواء التي كانوا يعيشونها وسط أحيائهم الهشة. وأكد محمد خديري، المدير التربوي بمدرسة ابن باجة " الفرصة الثانية (الجيل الجديد) "للصحراء المغربية"، أن هذه المؤسسة التي تشرف عليها "جمعية شروق" تعطي بالفعل لأطفال التعليم الأولي وللشباب فرصة ثمينة للتعلم والتكوين، وتنقدهم من براثين الضياع وسط أحياء مهمشة فقيرة، وأن مواكبتهم لهؤلاء استمرت حتى في فترة الحجر الصحي عن بعد، وأن الأطفال والشباب التحقوا أخير بصفوفهم وكلهم انشراح ورغبة في متابعة تعلمهم مع اتخاذهم كافة الإجراءات الاحترازية. وأضاف المدير التربوي، أن مدرسة "الفرصة الثانية"، وضعت برنامجا ومقررا للسنة الدراسية الحالية 2020-2021، وبرنامج خاصة بجميع الأنشطة الموازية، الثقافية والفنية والرياضية، والحفلات الخاصة بالأعياد والمناسبات، والحفلات التي تنظم بمناسبة العطل والتي توزع فيها جوائز تحفيزية على الأطفال والشباب، الذين لمسنا أنهم يتوفرون على مواهب كثيرة، كانت دفينة بداخلهم، لكن تمكنوا من تفجيرها داخل فضاء مدرسة "الفرصة الثانية"، التي تستمع إليهم وتواكبهم من خلال جلسات الاستماع التي يشرف عليها دكاترة نفسانيين، ساعدوهم للتغلب على مشاكلهم الاجتماعية الصعبة التي دفعتهم لترك المدرسة والخروج للشارع الذي تشبعوا بثقافته التي تخلوا عنها بصعوبة، وأصبحوا الآن يحبون الدارسة والتعلم ويشتاقون لفصولهم.