لم تكن سلمى الحراق التلميذة الحاصلة على أعلى نقطة في الامتحان الجهوي السنة الماضية، تتوقع أن تكون امتحانات هذه السنة بهذا الشكل، بل كانت كل أحلامها ترسم صورا أن تكون امتحانات الباكالوريا للسنة الثانية والنهائية لمسارها الدراسي في ظروف عادية. استيقظت سلمى الحراق، 17 سنة، فجر اليوم الجمعة، معلنة صباح يوم امتحانها المفصلي بين المدرسة واختياراتها التي حددتها سلفا بحبها وشغفها وجدية تعامل في مواكبة أحداث المجتمع، ما جعلها مشروع صحفية تطمح خلال هذا اليوم في نيل هذا التحدي وضمان مقعد بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالرباط. اعتادت سلمى التلميذة بالسنة الثانية من سلك الباكالوريا شعبة الآداب والعلوم الانسانية مسلك الآداب بالثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بطنجة، أن تلتحق بمؤسستها من خلال وسائل النقل العمومي وسيارات الأجرة الصغيرة، نظرا لقرب المسافة بين المسكن والثانوية، لكنها خلال هذا اليوم لم تهيئ فقط أدواتها المدرسية، فالظرف الاستثنائي الذي يعيشه الوطن دفعها لتحضير وسائل الوقائية والتعقيم، خصوصا أنها ستستقل سيارة أجرة صغيرة لتلحق باكرا وفقا لتوجيهات الوزارة. وصلت لسلمى لمركز الامتحان واضعة الكمامة، لكنها فوجئت بكون مؤسستها وفي إطار التدابير الوقائية، قد عبأت كمامات للتلاميذ، فضلا عن أمكنة لتعقيم اليدين والأرجل واتباع مسار التشوير الذي يضمن التباعد الجسدي بين المتمدرسين. وصول سلمى باكرا ووعيها بخصوصية المرحلة لم يعفيها من تقديم النصح والتحسيس لزميلاتها اللواتي اشتقن لها بعد توقف الدراسية الحضورية، وبالرغم من هذه المشاعر الجياشة إلا أن التباعد والسلامة الجسدية كان العنوان الأبرز خلال هذا اليوم قبل أن تغوص سلمى في تفكيك أسئلة الامتحان الأول المخصص للغة العربية والمستغرق لأزيد من 3 ساعات. عادت سلمى لمنزلها منهكة وعلامات الإرهاق بادية على محياها، معترفة في أول كلمة بكون اجتياز مدة الامتحان خلال 3 ساعات بالكمامة أمر مرهق ومتعب، مبرزة أن الامتحان في المتناول، لكن الوقت لم يكف لتكون أجوبتها مثالية، مضيفة في تصريح ل"الصحراء المغربية" أنها كانت تتمنى أن تجتاز امتحانات الباكالوريا في ظروف عادية، لكن الأقدار شاءت أن يكون لنا ضيف ثقيل ترك بصمة على مسارها الدراسي لن تنساها أبدا.