سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير غرينبيس: المغرب من بين الدول الأعلى في تسجيل عدد الوفيات بسبب تلوث الهواء محمد تزروتي: المغرب يلعب دورا رائدا في مكافحة تغير المناخ عبر التزامات قطاع الطاقة المتجددة
كشف تقرير عالمي صادر عن منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المغرب من بين الدول الأعلى من حيث عدد الوفيات سنويا، إذ سجل 5.100 وفاة تقريبا في سنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متبوعا مصر التي تصدرت التصنيف، فيما سجلت الجزائر ما يقارب ال 3000 حالة وفاة، بينما تونس بلغت 2.100 حالة وفاة. يشار إلى أن "غرينبيس"، عنونت تقريرها العالمي ب "الهواء السام : الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري"، الذي كشفت من خلاله عن أرقام تحدد الكلفة الصحية والاقتصادية التي وصفتها ب "الموجعة"، التي تتكبدها الدول بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يلوث الهواء، ويسبب نسبا عالية من الأمراض والوفيات، كما يسلط الضوء على الحلول التي من شأنها أن تحمي صحتنا وتعود بالفائدة على مجتمعاتنا. وفي هذا الصدد قال مسؤول الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محمد تزروتي"عند الحديث عن مكافحة أزمة تغير المناخ يلعب المغرب دورا رائدا عبر الالتزامات الطموحة التي تعتمدها في قطاع الطاقة المتجددة، ولكن عندما يتعلق الموضوع بتلوث الهواء، نكتشف أن هناك مشكلة جدية تهدد صحة وجيب كل مواطن مغربي". وأضاف تزروتي، أن المغرب يعتبر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتمد على الفحم الحجري كمصدر أساسي من مصادر إنتاج الكهرباء بنسبة عالية تصل حتى أكثر من 50 في المائة تقريبا. وأوضح أن الفحم الحجري من بين مصادر الطاقات الأحفورية الأكثر تلوثا، إذ عند حرقه يصدر عنه ملوثات سامة تتسبب بأمراض صحية مزمنة، مثل مشاكل مرض القلب والسكري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة. مشيرا إلى أن هذه الأمراض تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات التي لها تأثير على الجهاز التنفسي مثل الكورونا، مذكرا أن دراسات عدة أن هناك أدلة قوية تؤكد أن التعرض الدائم لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بمرض كوفيد 19 ويرفع عدد الوفيات. وفي الجانب الاقتصادي، بلغ متوسط التكلفة التقديرية السنوية التي يتكبدها المغرب بسبب تلوث الهواء الناجم عن الوقود الأحفوري من الناتج الإجمالي مليار دولار أمريكي (11 مليار درهم). وذكر أن تلوث الهواء ليس أزمة صحية فحسب، بل إنه أزمة اقتصادية أيضا، ففي الوقت التي يمر بها اقتصاد بلادنا بأزمة كورونا، علينا أن نستخلص العبر مما جرى في هذه المرحلة، مثل أهمية الاستثمار في المشاريع التي تعود بالفائدة على الإنسان والبيئة. وتابع تزروتي قائلا " الدولة حققت إنجازات هامة على صعيد الطاقة المتجددة، نحن على ثقة تامة أنه باستطاعتها العمل على خطة طموحة للتخلص التدريجي من الفحم القذر ووضع هذه الاستثمارات في الطاقة المتجددة النظيفة والصحية كمصدر جديد لفرص العمل وصولا إلى استقلالية طاقية حقيقية". وختم تزروتي "إن أفضل طريقة لحل المشكلة هي البدء في الاعتراف بها، ولذلك ندعو السلطات المعنية في المغرب إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن مستويات تلوث الهواء في المملكة من خلال نشر جميع البيانات وإتاحتها للعامة".