كشفت دراسة مشتركة أجرتها منظمة حماية البيئة “غرينبيس” ووكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن حقائق صادمة حول البيئة بالمغرب. و حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية ، فإن منظمة “غرينبيس” نشرت في بداية غشت المنصرم ، بتعاون مع وكالة “ناسا” ، خريطة تفاعلية أظهرت أكثر المواقع الملوثة بثاني أكسيد الكبريت في العالم. و ذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي نجت فيه معظم دول إفريقيا من تلوث الهواء ، فإن دولاً مثل جنوب إفريقيا والمغرب توجد في وضع حرج ، مشيرةً إلى أن المغرب الذي احتل المرتبة 25 عالمياً من بين أكثر مصادر تلوث ثاني أكسيد الكبريت في العالم ، في المغرب ، ظهر في الخريطة التي نشرتها “ناسا” ، الأماكن التي ينبعث منها الغاز السام ، و بالتحديد من محطات الطاقة الحرارية ، حيث تمت الإشارة إلى طريق الجرف الأصفر طريق الجديدة وطريق المحمدية بالقرب من الدارالبيضاء ، حيث ينبعث منها 113 و 73 كيلو طن من ثنائي أكسيد الكبريت سنويًا ، بالإضافة لمحطة ثالثة تقع في آسفي ، وتصدر 30 كيلوطن سنوياً. مسؤول الحملات في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا، جوليان جريصاتي قال أنه :”يظهر التحليل أن الدول التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الوقود الأحفوري لإنتاج طاقتها، وفي صناعتها واقتصادها هي الأكثر تلوثًا”. و أضاف جريصاتي: “حرق الوقود الأحفوري لا يعرض كوكبنا للخطر فحسب، بل انه يضع صحتنا الجماعية للخطر وذلك بسبب الغازات الملوثة التي تنبعث عنها مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت”. وأشار إلى أن “المناطق التي تقع ضمن النقاط الساخنة للانبعاثات في جميع أنحاء العالم مدينة لمواطنيها بالتوقف عن الاعتماد على الوقود الأحفوري والتحول إلى مصادر أكثر أمنًا واستدامة للطاقة، مع تقليل تأثير مرافق التلوث الحالية من خلال اعتماد معايير أكثر صرامة للانبعاثات. بإمكان الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، توفير مليارات الدولارات من التكاليف الصحية والآلاف من الأرواح كل عام”. الدراسة العالمية ، ارتكزت على بيانات جمعتها الأقمار الصناعية التابعة لوكالة “ناسا” لتحديد أسوأ مصادر تلوث ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في العالم، وهو غاز مهيج يؤثر على صحة الإنسان وأحد الملوثات الرئيسية التي تسهم في ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في العالم.