نشرت مؤسسة “غرين بيس” بدعم من وكالة “ناسا”، أوائل شهر غشت الماضي، خريطة تفاعلية تظهر أكثر المواقع تلوثا بثاني أكسيد الكبريت في العالم، منها أجزاء من المغرب، وجنوب إفريقيا، وتلوث كبير في الهند وروسيا والصين. وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الدراسة التي أنجزتها “غرين بيس” و”ناسا”، حددت مسحا ب500 مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في أنحاء العالم، منها المواقع الصناعية والمناجم، ومحطات الفحم والنفط والغاز، بما في ذلك المصادر الطبيعية، مثل البراكين. وفي هذا الإطار، قالت “ميليتا ستيل”، مديرة المناخ والطاقة في “غرين بيس”: “لقد وجدنا علاقة قوية بين المستويات المرتفعة للانبعاثات والمناطق ذات الاستهلاك العالي للوقود الأحفوري”، مضيفة أن “50 بالمئة من الانبعاثات التي اكتشفها القمر الصناعي هي من صنع الإنسان [تتعلق بالنشاط البشري]”. ويحتل المغرب المرتبة 25 من بين أكثر الدول التي ينبعث منها ثاني أكسيد الكبريت، وتشير الخريطة التي نشرتها “غرين بيس” إلى الجرف الأصفر بطريق الجديدة، وبالمحمدية أيضا، حيث ينبعث منها 113 و73 كيلو طن من SO₂ سنويا، وهناك محطة ثالثة تقع بآسفي، وتصدر 30 كيلو طن سنويا. وثاني أُكسيد الكبريت غاز سام عديم اللون له رائحة نفاذة، يسبب التهاب الجهاز التنفسي، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويهدد حياة مرضى السكري، وتسهم انبعاثاته أيضا في تكون ثانوي لجزئيات دقيقة قد تسبب سرطان الرئة. وذكرت “لوموند” أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة 48000 شخص سنويًا في فرنسا و422000 وفاة مبكرة مسجلة في عام 2015 في أوروبا. وعلى الصعيد العالمي، فإنه يقتل 7 ملايين شخص، بما في ذلك 600000 طفل في السنة.