يترأس كريم قسي لحلو والي جهة مراكشآسفي، زوال يوم غد الثلاثاء 12 ماي الجاري، عبر منصة تفاعلية مباشرة لقاء للنقاش العمومي لتدبير أوراش البناء ما بعد الحجر الصحي بمراكش، من خلال مناقشة الرهانات والتحديات التي يتعين رفعها، وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتقديم أفكار ومقترحات عملية، وفق منهج الذكاء الجماعي وفي احترام للتداير الاحترازية والإجراءات الوقائية. ويثير هذا الموضوع مجموعة من الاكراهات التقنية والميدانية، التي تطرح صعوبة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية والحذر داخل الاوراش، نظرا لطبيعة مجالها وتعدد المتدخلين في نطاقها، وما تعرفه من كثافة عددية على مستوى العمال، وأيضا لطبيعة مواد وآليات ومعدات البناء التي تتداول بين أكبر عدد من العمال، والذين يقيمون في غالب الأحيان بشكل جماعي داخل هذه الاوراش، وما قد يسببه ذلك من انتشار للجائحة، إلى جانب إشكاليات أخرى تختلف حسب طبيعة ونوعية المشروع، ومكان تواجده ونوعية المواد المستعملة في البناء، دون أن ننسى استغلال الملك العمومي وعربات نقل مواد البناء ومطارح نفايات البناء. واستنادا إلى مصدر مسؤول بولاية جهة مراكشآسفي، فإن هذا اللقاء المنظم تحت شعار " انطلاقة جديدة لاوراش البناء ما بعد رفع الحجر الصحي"، يشكل مناسبة لعدد من الفرقاء والمتدخلين والباحثين، لطرح أفكارهم والتعبير عن أرائهم وتقديم مقترحاتهم وتصوراتهم في الموضوع. من جانبه، أكد مصدر مسؤول بالوكالة الحضرية للمدينة، أن لقاءات النقاش العممومي لتدبير مرحلة مابعد فيروس "كورونا"، يجري تنظيمها من طرف الوكالة الحضرية تحت إشراف ولاية الجهة وبمشاركة عدد من الفرقاء والمتدخلين، مبرزا أن هذه اللقاءات تدخل في إطار تفعيل المقاربة التشاركية للتعامل مع عمليات البناء الذاتي بعد رفع الحجر الصحي والتي ستشهد إقبالا كثيفا، خاصة وأن عددا من الملفات حظيت بالموافقة خلال فترة الحجرالصحي، لكون رقمنة مسطرة الدراسة " رخص" مكنت من الاستمرارية في العمل عن بعد. ووفقا للمذكرة التقديمية للقاء التفاعلي الثاني المتمحور حول "انطلاقة جديدة لأوراش البناء ما بعد رفع الحجر الصحي"، فإن إجراءات الحجر الصحي بمدينة مراكش، كان لها الأثر السلبي على العديد من مشاريع البناء، وتوقف عدد من الاوراش التنموية بالمدينة العتيقة لمراكش وانعكس ذلك على الجدولة الزمنية المحددة، إضافة إلى تراجع استهلاك الاسمنت وصناعة البناء، بعد أن توقفت الاشغال لقلة اليد العاملة وندرة مواد البناء، نتيجة تطبيق تدابير منع التنقل وفرض التدابير الاحترازية الوقائية واجراءات التباعد الاجتماعي، علما أن معظم العاملين في البناء من ساكنة الجماعات المحيطة بالمدينة أو أقاليم أخرى، ويشكلون في غالبيتهم فئة اجتماعية هشة ، مصدر دخلها الوحيد هو البناء. وتابعت المذكرة انه في إطار المقاربة الاستشرافية لمرحلة ما بعد الحجر الصحي بمراكش، وأمام تأثر قطاع البناء بالمدينة وتوقف معظم أوراش البناء، وتضرر فئة عريضة من عمال البناء من تداعيات وباء فوكيد 19، فإنه من الضروري التفكير الجماعي في آليات تمكن من إعادة انطلاقة أوراش البناء وإنعاش الحركية الاجتماعية والاقتصادية، في احترام تام لمبادئ السلامة و التدابير الصحية، أخذا بعين الاعتبار خصوصيات أوراش البناء بالمدينة، وكثرة المتدخلين في القطاع، من مقاولات بناء وشركات تصنيع المواد ومكاتب دراسات وخبرة ومهندسين معماريين وعمال بناء ومراقبي مخالفات البناء. وإفساحا للمجال أمام المواطنين المغاربة للمشاركة الواسعة في هذا النقاش العمومي، من خلال طرح أفكارهم والتعبير عن آرائهم وتقديم تصوراتهم ومقترحاتهم، تم إحداث حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تحت اسم "مراكش غدا" على أن بتم نشر مخرجات هذا اللقاء التفاعلي من توصيات ومقترحات. ويعتبر منتدى"مراكش مابعد كوفيد19" سلسلة من اللقاءات التفاعلية عن بعد، للتفكير والتشاور وتبادل الآراء والخبرات، بحيث تبقى الغاية الأساسية منه اعتماد مقاربة تشاركية مندمجة بين مختلف الفرقاء المعنيين لوضع آليات تدبير فترة مابعد الحجر الصحي.