دعا المشاركون، الثلاثاء بمراكش، خلال لقاء تفاعلي عن بعد، نظمته ولاية جهة مراكشآسفي والوكالة الحضرية لمراكش، لتدبير مرحلة مابعد الحجر الصحي بالمدينة الحمراء، إلى توحيد جهود مجموع الفاعلين المؤسساتيين والأطراف المعنية بهدف ضمان التدبير الأمثل والناجع للفضاءات العمومية، التي تشكل المركز الأساس للمدينة الحمراء، خلال فترة ما بعد الحجر الصحي. وأكد المتدخلون على ضرورة ابتكار حلول ووسائل تدخل جديدة مع البحث عن الفرص الممكنة والاشتغال على سبل الاستفادة منها وتثمينها كرافعة جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشدد المشاركون ضمنهم فاعلون مؤسساتيين وخبراء في مجالات التعمير والتربية والتكوين والصحة والسياحة والهندسة المعمارية والإسكان، على ضرورة تنظيم الأنشطة الاقتصادية وتوقيت الأسواق وحركة السير وجولان، إضافة إلى محاربة احتلال الملك العام واحترام الوقاية الصحية. وبعد التأكيد على أهمية التباعد الاجتماعي والأمن الصحي خلال فترة ما بعد الحجر الصحي، قدم المتدخلون عددا من الاقتراحات للتدبير الأفضل للفضاءات العمومية خصوصا في مجالات النقل والتنقل والتعمير، من قبيل المنع المؤقت لاستغلال الفضاءات العمومية من أجل الأنشطة التجارية والاقتصادية وإعادة تنظيم هذه الفضاءات وتحويل الأزقة التي يقل عرضها عن 10 أمتار إلى ممرات خاصة بالراجلين والتحسيس بأهمية احترام التدابير الصحية وإحداث لجان مختلطة لضمان احترامها. وتدارس المشاركون مجموعة من الأفكار والتصورات لرفع الحجر الصحي، وتقديم مقترحات عمل آنية حول آليات تدبير مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، ومقاربة استباقية لتدبير أمثل للفضاءات العمومية وتأطير أنجع لحركية التنقل والجولان. وتضمنت أشغال هذا اللقاء التفاعلي ثلاث محاور أساسية همت على الخصوص "الوقاية من خلال تحديد الإجراءات والتدابير الاحترازية الكفيلة بضمان السلامة الصحية بالفضاءات العمومية مابعد فترة رفع الحجر الصحي"، "إعادة الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي وإحياء مختلف الأنشطة"، "الإبداع والابتكار لتقديم مبادرات جديدة". وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد كريم قسي لحلو والي جهة مراكشآسفي، أن هذه الأخيرة عملت بشراكة مع مجموعة من المتدخلين والفاعلين على تنظيم 4 ورشات تفاعلية عن بعد همت أولها إطلاق دراسة عامة عن مراكش ما بعد (كوفيد-19) تكفلت بها جامعة القاضي عياض والمركز الجهوي للاستثمار، فيما همت الثانية مبادرة تحديات المنظمة من طرف جمعية مصنع الأعمال الناشئة مع شركائها، وموازاة مع ذلك، تكفل الفرع الجهوي للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب بإطلاق الورش التفاعلي الثالث عن بعد لتدارس مواضيع القطاعات الاقتصادية وآفاق ضمان استمراريتها وإنعاشها ما بعد (كوفيد-19) مع اقتراح حلول مبتكرة جديدة، أما الورش التفاعلي الرابع فيسهر على تفعيله المجلس الجهوي للسياحة مع شركائه ويهتم بإنعاش القطاع السياحي. وأوضح والي جهة مراكشآسفي، أن الفضاءات العمومية تبقى في قلب إشكاليات ممارسة مختلف الأنشطة فضلا عن التنقلات والحركية والتجمعات والتي ستبقى على الأمد القصير رهينة باحترام قواعد التباعد والوقاية والسلامة. ويندرج هذا اللقاء التفاعلي في إطار منتدى "مراكش ما بعد كوفيد 19"، الذي يضم سلسلة من اللقاءات التفاعلية عن بعد، للتفكير والتشاور وتبادل الآراء والخبرات، بحيث تبقى الغاية الأساسية منه اعتماد مقاربة تشاركية مندمجة بين مختلف الفرقاء المعنيين لوضع آليات تدبير فترة ما بعد الحجر الصحي، خاصة من حيث كيفية استغلال الفضاءات العمومية ومعالجة إشكالية التنقل والسير والجولان.