لن تحظى كذبة أبريل لسنة 2020 بالاستقبال المعتاد عندما ستطرق قريبا أبواب العالم، ولن تكون لها روح الدعابة التي اعتدناها منذ زمن طويل.. كما لن تجد الطرائف والنكت التي تحملها معها الصدى المطلوب في زمن يجتاح وباء "كورونا" المستجد كوكب الأرض، مخلفا كل اليوم المئات من الأرواح وعشرات الالاف من المصابين بالعدوى. لن يكون هذا التقليد، الذي يحتفل به العالم في الفاتح من أبريل من كل سنة، مُرحّبا به في ظل الحجر الصحي المفروض على الملايين من البشر، الذين ضاقت بهم الأرض بكل فضاءاتها الواسعة، ولم يجدوا من متنفس سوى التواصل عبر منصات العالم الأزرق. في المغرب، الذي يعيش منذ 20 مارس الماضي حالة طوارئ صحية فرضتها تداعيات "كوفيد 19، لا يجد العديد من الأشخاص وسيلة لتزجية الوقت داخل بيوتهم غير تصفح شبكات التواصل الاجتماعية، إما بحثا عن أخبار فيروس القرن أو نشر بعض الأفكار المفيدة في الوقاية من الوباء، أو متابعة الدراسة عن بعد، التي توفرها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي خلال هذه الأيام من توقف الدراسة. غير أنه في أغلب الأحيان ينشر الناس مستملحات ونكت في إطار الضحك في وجه الخوف من أجل تجاوز حالة التوتر، التي تعيشها عادة نفسية الإنسان في مثل هذه الظروف الصعبة. وقد يتمادى الشخص في التنكيت والمزح على منصات الإنترنيت حتى يسقط في فخ نشر الاشاعات والأخبار غير الصحيحة المرتبطة بفيروس "كورونا". ومثل هؤلاء من ينشطون عادة في مجال صنع أكاذيب أبريل السنوية.. والعالم على بعد أيام من توديع شهر مارس، الذي شحب لون ربيعه قبل الآوان، لن يكون لكذبة أبريل معنى، وبذل أن ترسم الابتسامة على وجه الناس، ستجعلهم أكثر غضبا وامتعاضا، سواء كانت هذه الكذبة تحمل آمالا زائفة أو تخوفات كاذبة بخصوص تهديدات فيروس "كورونا"، بل قد تعرضهم هذه الكذبة للمساءلة القانونية، في ظل مصادقة المجلس الحكومي، أخيرا، على مشروع قانون رقم 22.20 يتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بنشر الأخبار الزائفة والسلوكيات الماسة بالشرف والاعتبار الشخصي للأفراد.. وقد أظهرت إحصائيات حديثة أن عدد الأشخاص الذين تم إخضاعهم لأبحاث تمهيدية تحت إشراف النيابات العامة المختصة، في قضايا نشر محتويات زائفة وتضليلية حول وباء كورونا المستجد، ناهز، 50 شخصا، بحسب بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني. ولعل هذه الحرب التي تقودها بلا هوادة السلطات العمومية ضد الأخبار غير الصحيحة التي يتم بثها على شبكات التواصل الاجتماعي، ستدفع كل شخص يفكر في صنع أي كذبة في الفاتح من أبريل المقبل يرتبط محتواها بطريقة أو أخرى بفيروس كورونا، إلى أن يراجع حساباته قبل أن يجد نفسه وراء القضبان، فالظرف اليوم لا يسمح بأي نوع من التساهل مع كل من يروج الخوف والهلع وسط المواطنين، سواء كان الأمر مقصودا أو من باب المزح والدعابة. الخبير المغربي المختص في الهندسة المدنية والبيئية عبد الرحيم الخويط، المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية، عنما سألته "الصحراء المغربية"، مع ظهور أول حالة إصابة بكورونا في المغرب، عن أنجع الإجراءات التي يمكن اتخادها للوقاية من انتشار الوباء، أجاب بلا تردد "أوقفوا الإشاعات والمشاهد المفبركة، فإنها تثير الفزع بين الناس وربما تتسبب في أمراض نفسية يصعب علاجها حتى بعد أن نتخلص من فيروس كورونا".