انحصر السباق على كرسي الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أمس الأحد بالجديدة، بين عبد اللطيف وهبي، وسمير بلفقيه، في حالة عدم وقوع أية مفاجئات، وبعد انسحاب مثير للتساؤل لكل من هشام الصغير، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والأمين العام السابق للحزب، محمد الشيخ بيد الله، وعبد السلام بوطيب، والمكي الزيزي. ويجتمع أعضاء المجلس الوطني، صبيحة يوم أمس الأحد بالجديدة، لانتخاب رئيس برلمان الأصالة والمعاصرة، وانتخاب الأمين العام للحزب بالتصويت عبر رفع الأيدي، دون الاحتكام للتصويت السري. وعاش 3538 مؤتمر ثلاثة أيام صعبة بسبب التشنجات فيما بين المؤتمرين، لكن تمكن قيادات الصف الأول للحزب من صنع توافقات ضمنت استكمال جدول أعمال المؤتمر. واستأنف المؤتمر أشغال الجلسة الافتتاحية يوم الجمعة الماضية، وصادق على التقريرين الأدبي والمالي، وكافة مشاريع الوثائق المقدمة للمؤتمر. وتم التوافق على تكليف محمد المتوكي وعبد النبي عمير لرئاسة المؤتمر والإشراف على كافة أشغاله. وانتخب المؤتمر، السبت الماضي، أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 353 عضوا، الذين سيكوّنون برلمان "البام" بعد إضافة 158 عضوا آخر بصفتهم برلمانيون ورؤساء جهات وأمناء اقليميون، ليصل العدد النهائي لأعضاء المجلس الوطني ما مجموعه 511 عضوا. وصايا حكيم بنشماش للمؤتمرين أوصى حكيم بنشماش المشاركون في المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة بالوحدة ورص الصفوف والمساهمة المباشرة في رسم معالم التوجهات السياسية التي سينهجها الحزب خلال المرحلة المقبلة. وشددت الكلمة الافتتاحية للمؤتمر على تملّك المؤتمر لسيادة القرار في انتخاب أعضاء المجلس الوطني والأمين العام للحزب. وقال إن "الكلمة شهادة، والاختيار مسؤولية لا مكان فيها للاستهتار، والذاتية، والانتهازية، والرؤى قصيرة النظر، التي قد تُخل بتوازن مشهد سياسي برمته"، موجها للمؤتمرين سبعة وصايا ستمكن، بحسب بنشماش، من استكمال مشروع التأسيس الذي جاءت به القيادة المؤسسة للحزب. وأول تلك الوصايا تتعلق بالثقة في النفس، وفي الحزب وفي المشروع السياسي، وقال "حاشا أن يكون أمناؤنا العامون ومسؤولو حزبنا السابقون ومؤسسوه، الذين خدموا الحزب بكل تفان وإخلاص ووطنية، نصابين ومخادعين للدولة، بل هم من خيرة ما أنتجت المدرسة السياسية المغربية من رجال ونساء". وفي الوصية الثانية، دعا حكيم بنشماش المؤتمرون إلى الاستمرار في الإيمان بأن ولادة "البام" كانت ضرورة سياسية ومجتمعية، وأن العرض السياسي الذي يقدمه يساهم في حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، "من قوى الإسلام السياسي، والمركب الريعي المصالحي المرتبط به". وفي الوصية الثالثة، شدد على قدرة الحزب على الفوز في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة المقبلة، منبها من خطورة قيام الحزب بدور "العجلة الاحتياطية، المكملة لحزب شرعت أقنعته تتساقط وبدأت حقيقته تتكشف أمام أعين المغاربة ، نظير ما سيتفضل به عليكم، من مناصب وزارية أو من انتدابات تنفيذية ومهام إدارية، تلبية لرغبات ذاتية، غير قادرة على إدراك سمو منطق رجال الدولة ومنطق المؤسسات، ومنطق التعددية، ومنطق ضرورات حضور عروض سياسية متمايزة ومتباينة وبدائل جدية، حماية للمجتمع الديمقراطي". كما دعا، في وصيته الرابعة، إلى المواجهة بالحجة الدامغة، كل محاولات تبخيس موقع الحزب، والاتهام بانعدام استقلاليته فيما سبق من ولايات منذ تأسيسه إلى الآن، وقال "هذا الادعاء المغرض، الصادر عن خصوم حزبنا من الخارج والداخل، هو مجرد وهم، وأسطورة سوداء، وسلاح نفسي لهزيمتكم والنيل من اعتدادكم بنبل مشروع الحزب". وفي الوصايا الثلاثة المتبقية، دعا حكيم بنشماش كافة أعضاء الحزب إلى التمسك بالثقة في المؤسسات، والاستمرار في العمل السياسي المساهم في تقوية وتوطيد التجربة الديمقراطية في محيط إقليمي وجهوي مضطرب وحابل بالتهديدات والتحديات، وفي عالم متسارع الخطوات متقلب الأمزجة متنافر الرغبات متعثر الخطوات. وقال "ها نحن نرى الدمار الذي لحق بالجغرافيات المتناثرة حولنا والتمزق الذي يطال أوصال البلدان والأمصار، والحرائق التي تشتعل"، داعيا إلى تحمل كل أعضاء الحزب لمسؤولية الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.