استأنف حزب الأصالة والمعاصرة ، أشغال مؤتمره خلال الليلة الماضية بعد توقف دام بضع ساعات، حيث استطاع طرفا الصراع الوصول إلى إتفاق حول إنجاح المؤتمر بعد الأحداث والمواجهات التي فجرته منذ البداية. وصادق المؤتمرون على التقريرين الأدبي والمالي للحزب خلال المرحلة السابقة، وعيّن الطرفان بالتوافق محمد المتوكي وعبد النبي عمير لرئاسة المؤتمر والإشراف على أشغاله. وألقى حكيم بنشماش الأمين العام المنتهية ولايته كلمة بالمناسبة دعا فيها أعضاء حزبه إلى التزام الهدوء وعدم إتاحة الفرصة لخصوم “الأصالة والمعاصرة” للتشفي فيه والنيل منه. وقال بنشماش: “أناشدكم ألا تدعو الخصوم يتفرجون فينا ولا تمنحوا الفرصة للشامتين الذين يتمنون أن نخرج مختلفين ومتخاصمين”، مشددًا على أن المؤتمر سيواصل أشغاله ولا يستطيع أي أحد إيقافه. عاد الهدوء الحذر للمؤتمر بعد كلمة بنشماش، التي حاول فيها تهدئة الأوضاع، وعبّر عن استعداده لمواصلة العمل من داخل الحزب من أي موقع كان في المرحلة المقبلة، وذلك في إشارة إلى أن كفة السباق نحو الأمانة العامة تميل لمصلحة التيار المناوئ له المصطف خلف النائب عبد اللطيف وهبي. من جانبه، التقط سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، أنفاسه، بعدما أغمي عليه إثر التهجم عليه من أنصار بنشماش، وقال: “أشكر كل من ساهم في إطلاق بارقة أمل لأعضاء وأنصار الحزب الذين يمثلون عشرات الأضعاف من الحاضرين ويتابعون بفارغ الصبر ما سيسفر عنه المؤتمر”. أضاف كودار مبينًا أن “المسؤولية مشتركة بيننا لإنجاح المؤتمر، وهذا الأمر يتطلب منا التعقل”، وطالب المترشحين لأمانة الحزب التحلي باللباقة واحترام قواعد المنافسة الشريفة، ومن سينال ثقة غالبية المؤتمرين سيكون أمينًا عامًا للحزب. وتتواصل أشغال المؤتمر الوطني في يومه الثاني، حيث ستتم دراسة القوانين والأنظمة الداخلية للحزب، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني، الذين سيحسمون في اسم الأمين العام ورئيس المجلس الوطني وأعضاء المكتب السياسي، يوم غد الأحد.