تمكنت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة من أن تخرج موحدة، وبتصور عمل مستقبلي موحد، من أخطر أزمة تنظيمية عرفها الحزب منذ عشرة سنوات. وأعلن حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في الاجتماع المشترك للمكتب السياسي والمكتب الفيدرالي، أمس السبت بالرباط، عن تولي أحمد اخشيشن، عضو المكتب السياسي، مسؤولية الأمانة العامة للحزب بالنيابة، مقدما مشروع مبادرة على أعضاء المكتبين، وعلى أعضاء سكرتارية المجلس الوطني الذي حضروا للاجتماع، لاحتواء الأزمة التنظيمية التي يعيشها "البام". وشدد بنشماش على أن هذا الاجتماع سيكون حاسما لتحديد مستقبل الحزب، مقترحا عدد من الإجراءات لتعزيز الثقة بين قياداته، منها الكف عن التراشق الاعلامي فيما بين قيادات الأصالة والمعاصرة، وتدبير الخلافات الحزبية داخل أجهزة الحزب، والالتزام الجماعي باقتراحات قيادة الحزب، والتوقف عن الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي للحزب. وقال "حزبنا ليس ثكنة عسكرية تهيمن عليها ثقافة الشيخ والمريد، بل فيه مناضلون يعبرون عن وجهات نظرهم بكل حرية". وبخصوص استكمال هيكلة المكتبين السياسي والفيدرالي، عبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عن رغبته في تطعيم المكتب الفيدرالي للحزب، وفتح باب الترشح لملأ ثلاثة مقاعد شاغرة بالمكتب السياسي، وعقد دورة للمجلس الوطني خلال أبريل المقبل، يتم خلالها الإعلان الرسمي للتحضير للمؤتمر المقبل، مقدما مشروع تصور يتضمن تحديد تاريخ للمؤتمر الرابع للحزب، وتشكيل لجنة تحضيرية له. وقال "هذا المؤتمر سيتزامن مع خوض الحزب لسلسلة من الانتخابات، والتي تلزم حزب الأصالة والمعاصرة بالحفاظ أو تقوية موقعه في المشهد السياسي الوطني". وطالب بنشماش بتكثيف الجهود والعمل الوحدوي لتجاوز كافة الخلافات، والتزام كافة أعضاء المكتبين السياسي والفيدرالي بالحضور للاجتماعات، ووضع جدول أعمال محدد لعقد دورة المجلس الوطني خلال أبريل المقبل، مقترحا أن يتضمن جدول أعمال الدورة المقبلة نقطتين فقط، أولهما تشكيل لجنة لصياغة النموذج التنموي الجديد، والثانية تتعلق بالتعبئة لرهانات الحزب المقبلة. من جهتها، أوضحت خديجة الكور، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن الاجتماع استطاع تدبير الشأن الداخلي للحزب عبر الحوار، مؤكدة أن قيادة الحزب تمكنت من تحويل الخلافات والأزمة الداخلية إلى لحظة تجدد وانبعاث للحزب، بما يتميز به من تضامن وحس وطني يستحضر جسامة المسؤوليات المطروحة على جدول أعمال الحزب. وأكدت عضو المكتب السياسي أن الاجتماع اتفق على عقد المؤتمر الموالي للحزب في تاريخه العادي دون الحاجة إلى عقد مؤتمر استثنائي، مبرزة أن أهم الخلاصات، التي توصل إليها الاجتماع، تتمثل في المصادقة على خارطة طريق الحزب التي قدمها الأمين العام، مشيرة إلى أن خارطة طريق تلك تتضمن عدة أهداف ومشاريع وآليات وتدابير تهدف إلى تأهيل الحزب. وقالت "تم في الاجتماع الانتصار لشرعية المؤسسات، وتوطيد الديمقراطية الداخلية في تدبير شؤون الحزب وخلافات الداخلية، ولم يرتفع صوت واحد للمطالبة برحيل الأمين العام، وكل المداخلات كانت تتوج المبادرات وخارطة طريق التي طرحها منذ انتخابه بطريقة ديمقراطية خلال المؤتمر الماضي".