تجري مجهودات ومساعي حميدة لتقريب وجهات النظر، بين قياديين بالمكتب السياسي وآخرين المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، لتجاوز الخلافات الدائرة بينهم منذ انتخاب حكيم بنشماش، أمينا عاما للحزب. وعلمت "الصحراء المغربية"، أن المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة سيجري سلسلة من القاءات التنظيمية قبل عقد دورة المجلس الوطني المتوقع أن تكون في نهاية الشهر الجاري. إذ سيعقد، السبت المقبل بالرباط، اجتماعا مشتركا مع مكتبه الفيدرالي لبحث الصيغ التنظيمية التي تعيد الدورة التنظيمية ل "البام" لطبيعتها بعد توقف منذ المؤتمر الأخير. كما سيعقد اجتماعا آخرا مع الفريقين البرلمانيين يوم الأحد 13 يناير الجاري. وتتمسك قيادة "البام" بالمكتب السياسي، بالأجهزة التنظيمية للحزب، رافضة مقترح عقد مؤتمر استثنائي لحل الخلافات، وهو المقترح الذي يروج له البعض، وأعلن المكتب السياسي، في بلاغ له، المروجين لهذا المقترح بأنهم ينهجون "سلوكا شاردا ومناقضا تماما لخيار مأسسة الحزب وتفعيل الديمقراطية الداخلية في انتخاب هياكله". وأوضح حسن التايقي، عضو المكتب الفديرالي ل "البام"، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن تقوية وتعزيز دور الحزب يتم عبر التفاعل مع الملاحظات والاقتراحات والانتقادات المعبر عنها داخل المجلس الوطني، وليس خارج أجهزة الحزب، مبرزا أن أعضاء الحزب استبشروا خيرا بالتدابير والإجراءات التي أعلنت عنها الأمانة العامة للحزب من أجل هندسة طرق تنفيذ وأجرأة المشاريع التنظيمية والسياسية والإعلامية المبرمجة، وهيكلة المكتب الفيدرالي، وتشكيل الأقطاب التي ستباشر مهامها المرتبطة بالخطة التنظيمية وغيرها. لكن، ما لم يكن يتوقعه أحد هو الانقلاب على منهجية العمل الجارية، واتجاه البعض إلى العمل على إضعاف الحزب، وشل قدراته التنظيمية، وعرقلة أداء أجهزته الوطنية، وتعطيل دينامياته المختلفة، بل وإغلاق فضاءاته للنقاش والتداول بخصوص ما يقع. ودعا التايقي، أعضاء الحزب، إلى الخروج من وضع التراشق والنقاش المنفعل، والانخراط في خطة العمل الواردة في وثيقة عناصر خارطة الطريق، التي اعتمدها الأمين العام للحزب، مشيرا إلى أن المسؤولية الحزبية تقتضي من الجميع وضع مسافة بين الاختيارات الفردية وبين التوجهات والقرارات الحزبية. من جهته، تساءل سمير أبو القاسم، القيادي في الحزب، عبر حسابه في الفايسبوك، وقال "هل يمكن لمن رسب بصناديق الاقتراع في الحصول على موطئ قدم داخل المكتب السياسي أن يكون عضوا بما سمي "لجنة حكماء" للبحث عن حلول وسطى لمشاكل الحزب؟"، وهي اللجنة التي روجت لمقترح عقد مؤتمر استثنائي لتسوية الخلافات بين قيادة "البام"، معلنا دفاعه على الأجهزة التنظيمية للحزب. وأضاف إن "أي تسويق لفكرة وجود أطراف متصارعة ما هو إلا بحث عن إضفاء نوع من الشرعية على محاولة التمرد والانقلاب على شرعية المؤسسات".