تحتضن مدينة زاكورة المؤتمر الوطني البيئي الأول حول موضوع "التغيرات المناخية والهجرة بالواحات المغربية: المظاهر والانعكاسات"، يومي 11 و12 يناير الجاري بالمركز الثقافي للمدينة، وذلك بدعم من مجلس جهة درعة تافيلالت والمجلس الإقليمي، وبتنظيم من طرف جمعية أصدقاء البيئة وفريق البحث حول تدبير الموارد، التنمية والجيوماتيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، وفريق البحث حول تدبير المجال الترابي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس. وتهدف هذه التظاهرة البيئية إلى فتح نقاش بين الأساتذة والباحثين والخبراء وفعاليات المجتمع المدني، حول العلاقة بين التغيرات المناخية والهجرة وإيجاد السبل الكفيلة بالتخفيف من حدتها وانعكاساتها على الواحات المغربية. وفي هذا الصدد، أكد جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، ل"الصحراء المغربية"، أن تنظيم المؤتمر المذكور يأتي في سياق دولي، وهو اهتمام المنتظم الدولي بإشكالية التقلبات المناخية سواء على الإنسان أو المجال بالكرة الأرضية. وأضاف أقشباب أنه نظرا لخطورة ظاهرة التغيرات المناخية بلغ عدد مؤتمر الدول الأطراف للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ 25 مؤتمرا من أجل النقاش وإيجاد الحلول للتأقلم والتكيف مع آثار التقلبات المناخية. وأفاد رئيس الجمعية أن من بين الأسباب للتفكير في تنظيم هذا المؤتمر البيئي، هو تفشي مظاهر قلة الموارد المائية وتدهور واحات النخيل وتراجع التساقطات المطرية، وزحف الرمال بشكل كبير بالمنطقة. وأشار المتحدث نفسه، أن التحديات التي يعيشها سكان زاكورة تتجلى في غياب استراتيجية فلاحية لتجنب إشكالية التقلبات والانعكاسات، وأيضا غياب رؤية للتكيف والتأقلم مع هذه الظاهرة، مطالبا بوضع استراتيجيات مستدامة في جميع المجالات التي تهدد مستقبل الواحات. وقال الناشط البيئي إن التظاهرة ستشهد مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والطلبة الباحثين، يمثلون مختلف الجامعات المغربية، وذلك بهدف الاستفادة من التجارب العلمية والتنسيق بين مختلف المتدخلين، وتقديم مقترحات علمية تساعد على تجاوز التحديات والاكراهات التي تطرحها التغيرات المناخية والهجرة على مستوى الواحات واستشراف المستقبل. وأبرز أقشباب أهمية اللقاء في البحث عن حلول علمية تساعد على تشجيع السكان على الاستقرار بالواحات والبحث عن الآليات الاستراتيجية والضرورية التي من خلالها يمكن تحقيق المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية. ومن بين المداخلات التي سيشهدها المؤتمر "التغيرات المناخية والحكامة المحلية والعدالة المجالية أية علاقة؟"، و"التغيرات المناخية المعاصرة بالمغرب وبعض انعكاساتها العامة: حالة واحات المغرب الشرقي"، و"دور التغيرات المناخية في تحويل الواحة في مجال يستقطب الهجرة إلى مجال مصدر لها: حالة واحة درعة"، و"العنف الإيكولوجي، تدبير الموارد والصراعات الاجتماعية، دراسة سوسيولوجية لأثر زراعة البطيخ الأحمر في منطقة الواحات".