أكد جامعيون خلال ندوة حول موضوع ( المناخ والتنمية والمجتمع بالمغرب )، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن تدبير الموارد المائية وترشيد استعمالها ، من شأنه المساهمة في مواجهة انعكاسات الجفاف المرتبط بندرة التساقطات المطرية ، الناتجة عن التغيرات المناخية . واعتبروا خلال إحدى الجلسات المتمحورة حول " الجفاف والتغيرات المناخية " ، في إطار هذه الندوة المنعقدة على مدى يومين، بمبادرة من ، شعبة الجغرافيا ومختبر التحولات البيئية وإعداد التراب بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء ، أن الجفاف وندرة التساقطات المرتبطة أساسا بالتغيرات المناخية في المغرب ، لا يمكن مواجهتها إلا بالتدبير العقلاني للموارد المائية. وفي هذا الصدد أبرز الجامعيون ، شعير ماجدة وبواعيش عصام ، وقروق محمد سعيد ( أساتذة بكلية الآداب ابن مسيك ) ، في عرض مشترك حول موضوع ( تقلبات المناخ والجفاف بالمغرب )، أن الجفاف المتعلق بندرة التساقطات يعتبر ظاهرة ملازمة بشكل متكرر للبيئة المناخية في المغرب ، كما حصل في سنوات 1980 ، و1985 ، 19991 ، و1995 . وبعد أن أشاروا إلى أن هذه الظاهرة تطرح تحديات ترتبط بالموارد المائية ، أبرزوا أن التعمق أكثر في دراسة هذه الظاهرة ، يمكنه مساعدة أصحاب القرار المشتغلين في مجال التخطيط الذي له صلة بالبنيات التحتية والفلاحة والأمن الغذائي ، في بلورة خطط للتقليل من آثار الجفاف على الساكنة والفلاحة . وفي سياق متصل ، سجل العرض أن المناخ في المغرب من سنوات 2008 حتى 2014 تميز بكونه غير مستقر، وذلك في ضوء التغيرات المناخية التي يشهدها العالم برمته. ولفت إلى أن التغيرات المناخية بالمغرب - التي تبرز بشكل حاد بمناطق بعينها ، منها المناطق الشمالية والأطلس المتوسط والمناطق الشرقية - تتمظهر أساسا في الجفاف تارة ، وكثرة الفيضانات وتساقط الثلوج بكثرة تارة أخرى . وشدد العرض على أهمية تقدير حجم المخاطر التي قد تنجم عن هذه التحولات المناخية، مبرزا في الوقت ذاته ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد المائية الموجهة للشرب وللسقي ، وذلك بالنظر للتحديات التي يواجهها المغرب ، والعالم برمته في ما يتعلق بتوفير المياه الضرورية الموجهة للشرب والتنمية . وأبرزت مختلف التدخلات ، خلال مناقشة مضامين هذا العرض ، أن التغيرات المناخية تشكل أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية جمعاء ، وذلك بالنظر للتحولات الكارثية الكبرى التي تواجه كوكب الأرض . وبعد أن أشاروا إلى أهمية طرح ومناقشة كل ما له علاقة بالتغيرات المناخية في ضوء احتضان المغرب لمؤتمر ( كوب 22 ) قريبا بمراكش ، ذكر المتدخلون بأن الأبحاث المناخية تشير إلى أن الأرض شهدت ارتفاعا ملحوظا وتدريجيا في درجات الحرارة منذ ثمانينيات القرن الماضي . ويشمل برنامج هذه الندوة ، تقديم عروض ومداخلات حول التغيرات المناخية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية وحركات السكان ، وتأثير التغيرات المناخية على الأنشطة الفلاحية وجهود التحكم فيها . كما تقدم عروض ومداخلات أخرى ، حول ظاهرة الفيضانات وتأثيرها السلبي على الإنسان وأنشطته الاقتصادية ، والتغيرات المناخية وأثرها على التدبير المندمج للموارد المائية بالواحات ، وأشكال تدبير الموارد المائية بواحة درعة الوسطى ، وواقع الواحات في ظل التقلبات المناخية الراهنة .