نظمت جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة يوم 22 يناير 2017 بدار الثقافة، ندوة علمية بيئية في موضوع «البدائل الزراعية، المتكيفة مع التغيرات المناخية بواحات الجنوب المغربي». وقد ساهم في تنشيط هذه الندوة مختصون وباحثون في المجال الزراعي و البيئي من المعهد الوطني للبحث الزراعي و المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس وطلبة باحثون في سلك الدكتوراه. وتأتي هذه الندوة العلمية في اطار سياق دولي وهو تفعيل توصيات مؤتمر الاطراف للمناخ «كوب 22»المرتكزة على الفلاحة المستدامة وحماية البيئة، وسياق محلي وهوالانتشار غير المسبوق للزراعات الدخيلة على الواحات، وهي زراعات غير مستدامة ومستنزفة للفرشة المائية ولا تتماشى مع الوضعية الراهنة التي يعرفها المناخ بالواحات. كما «أن الهدف من هذه الندوة، حسب المنظمين ، هو فتح نقاش جماعي مع كل الأطراف المعنية لانتاج أفكار ومقاربات تشاركية لتفعيل وتنزيل استراتيجية فلاحية مستدامة ومندمجة وتشاركية». وقد شهد اللقاء حضور السلطات المحلية ممثلة في عامل الإقليم ، ورئيس المجلس الإقليمي ورؤساء الجماعات الترابية وفعاليات المجتمع المدني و الفلاحين و النوادي البيئية بالمؤسسات التعليمية. وأجمع المتدخلون في ختام هذه الندوة العلمية على اهمية الزراعات البديلة والمنتوجات المجالية كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمحافظة على البيئة، وعلى ضرورة توفير كل الشروط العلمية والتقنية و وسائل الدعم بتشجيع الفلاحين على تملك مشروع الزراعات البديلة وبلورتها على أرض الواقع بخلق ضيعات نموذجية لهذا النوع من الزراعات، مع تقنين الزراعات المستنزفة للموارد المائية. كما تمت الاشارة من طرف المختصين إلى بعض الزراعات البديلة التي تتكيف مع الخصوصيات المناخية والمجالية كالنباتات العطرية و الطبية والقطاني التي يمكن ان تشكل قاطرة للتنمية المستدامة. و شدد المشاركون في الندوة على ضرورة تقنين وترشيد استعمال المبيدات في المجال الواحي والتي عرفت انتشارا كبيرا خلال العقد الاخير، نظرا لخطورتها على الانسان و التربة، وتفعيل دور المراقبة على محلات بيع الاسمدة و الادوية الفلاحية. وتم التنبه الى ضروة تثمين المنتوجات المحلية للواحات وخلق وحدات صناعية للرفع من جودتها وتيسير سبل تسويقها وخلق فرص عمل للشباب للحد من الهجرة. وفي ما يخص إشكالية ندرة المياه، طالب المشاركون بوضع سياسة مائية تتلاءم وخصوصية الواحات وإحداث وكالة الحوض المائي درعة بعاصمة الاقليم لتدبير افضل ومعقلن للموارد المائية، وتثمينها وخلق سدود تلية لانعاش الفرشة الباطنية ، وذلك لتعبئة مياه الفيضانات. وتعميم الاستفادة من الماء الصالح للشرب بالاقليم، وتسريع انجاز محطة تحلية المياه المالحة بمدينة زاكورة للحد من النقص الحاصل في مياه الشرب، وكذا مراقبة ظاهرة بيع ماء الشرب وتتبع مصادرها حفاظا على صحة وسلامة المستهلك. وتعهدت الجمعية المنظمة بفتح نقاش مع جميع المتدخلين في الشأن الزراعي بواحات درعة لتشكيل لجنة متابعة لإحداث ضيعات نموذجية في الزراعات البديلة مع الفلاحين، في أفق تعميمها على جميع واحات درعة.