الدعوة إلى اعتراف مؤسساتي ورسمي بالفلاحة العائلية كركيزة أساسية للمنظومة الواحية - تطوير الممارسات الفلاحية المحلية المتعلقة بالتدبير المائي وتطعيمها بالتقنيات الجديدة - ضرورة تحسيس السكان المحليين بالتحكم في السياحة التضامنية تقع الواحات المغربية في مناطق لا تسجل بها سوى نسبة تساقطات مطرية ضعيفة، ولذلك فإن مواردها المائية لا تتجدد إلا بشكل ضئيل. وتتكون هذه الموارد المائية من المياه السطحية التي تنبع من المناطق الجبلية البعيدة التي تهطل فيها نسبة أكبر من الأمطار، وكذا من المياه الجوفية التي تتجمع نتيجة تسرب المياه السطحية، ومياه الأمطار التي تعد نسبتها ضئيلة بسبب الطابع الجاف لهذه المناطق. ولذلك فإن النقص في الموارد المائية يشكل رهانا كبيرا بالنسبة للمناطق الواحاتية، وهو يعزى إلى الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق التي يغلب عليها الطابع الصحراوي وكذا النمو الديمغرافي المتسارع وتحديث هياكل الاقتصاد. الفلاحة العائلية ركيزة للمنظومة الواحية ورافعة للتنمية المحلية المستدامة دعا المشاركون والمشاركات في ختام الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للواحات، المنظمة من طرف جمعية المنتدى الدولي للواحات بزاكورة، أول أمس السبت، إلى اعتراف مؤسساتي ورسمي بالفلاحة العائلية كركيزة أساسية للمنظومة الواحية، وكرافعة لتنمية محلية مستدامة، وأيضا كتراث اقتصادي واجتماعي وثقافي في المجال الواحي. وأكد نداء زاكورة الصادر في ختام هذا الملتقى المنظم طيلة ثلاثة أيام في إطار السنة الدولية للفلاحة العائلية، المعلن عنها من طرف منظمة الأممالمتحدة، على ضرورة إدماج الخصوصيات المرتبطة بالزراعات العائلية الواحية في البرامج والسياسات العمومية التنموية محليا ووطنيا، مع ضمان الالتقائية بين مختلف المخططات وتحسين أشكال التنسيق بين مختلف المتدخلين والفاعلين من سلطات عمومية وتنظيمات أهلية، وديناميات مدنية وقطاعات حكومية وبمواكبة من ذوي الخبرة الأكاديمية والباحثين. ودعت هذه التوصيات إلى دعم الفلاحة العائلية عبر إجراءات من التمييز الإيجابي وذلك من أجل تطوير الممارسات والأساليب الفلاحية المحلية وتطعيمها بالتقنيات الجديدة في تدبير الموارد الطبيعية، خصوصا المتعلقة منها بالتدبير المائي وكذا بالزراعة الإيكولوجية، مؤكدة في نفس السياق على ضرورة تحسين دخل الأسر من منتوجات الفلاحة العائلية، وعلى أهمية تطوير الزراعات ذات القيمة المضافة المرتفعة، وكذا العمل على تشجيع الفلاحين على التنظيم ودعم مسارات التسويق اعتمادا على ما تفرزه الديناميات المحلية، وحثت هذه التوصيات على بلورة برامج تستهدف الفلاحين والفلاحات من الشباب، اعترافا بأدوارهم الطلائعية في المحافظة على استدامة المنظومة الفلاحية الواحية، داعية في نفس الإطار إلى ضرورة تسهيل ولوج الممارسين في الفلاحة العائلية إلى الموارد الطبيعية، وخصوصا الموارد المائية، وكذا الولوج إلى مختلف مصادرالمعلومات، لاسيما، المتعلقة منها بالتغيرات المناخية، وكذا المرتبطة بتقلبات الأسواق، بالإضافة إلى مختلف برامج الدعم العمومي المادي أو التقني في مجال الزراعات الإيكولوجية المجددة. كما دعا النداء كافة الفاعلين والفاعلات في ميدان تنمية المجالات الواحية إلى المزيد من الالتزام بقضايا الفلاحة العائلية الواحية خصوصا، وإجمالا بقضايا التنمية في الواحات. الاعتراف بالدور المركزي لنساء الواحات في التسيير الجيد وفيما ثمن المشاركات والمشاركون الدور المركزي لنساء الواحات في التسيير الجيد للوحدات الإنتاجية العائلية، وفي ضمان استمرار القيم المرتبطة بالمجال الواحي، نوهوا كذلك بأهمية الزراعات العائلية في الحفاظ على توازن المنظومة الفلاحية الواحية ووقعها الإيجابي على كافة الأصعدة، إذ تعد رافعة للتنمية الاقتصادية، وتوفر مجالا لخلق فرص الشغل كما تضمن الأمن الغذائي على المستوى المحلي وتحافظ على التنوع البيئي، بالإضافة إلى أنها تشكل مصدرا لبناء قيم الحكامة وتثمين المعارف المحلية في التدبير المستدام للموارد الطبيعية وتخلق ظروفا ملائمة للتكيف مع التغيرات المناخية. وطيلة أيام الملتقى انكب المشاركون والمشاركات من ممثلي وممثلات المجتمع المدني، والقطاعات الحكومية والهيئات المنتخبة بمعية مجموعة من الباحثين و الخبراء على المواضيع المتعلقة بالفلاحة العائلية، كنموذج للأنشطة الفلاحية التي تشكل فيه العائلة القوة المنتجة الأساسية. عروض ونقاشات لإغناء فكرة ومفهوم الزراعة العائلية وتمكن هؤلاء المشاركون من تقديم مجموعة من العروض موزعة على أربعة جلسات،عرفت الكثير من التدخلات خلال الفترات المخصصة للمناقشة، أسهمت كلها في إغناء فكرة ومفهوم الزراعة العائلية كنموذج نشاط واستغلال فلاحي، ترتكز فيه قوة الإنتاج أساسا على العائلة، واقترحت تصورات لسبل تجاوز التحديات المطروحة واستغلال الفرص المتاحة من أجل استدامة المنظومة الواحية. وقد ركزت محاور هذه الجلسات، على مواضيع تهم الفلاحة العائلية الواحية والسياسات العمومية، وتطور الممارسات والمهارات الواحية إضافة إلى تنوع التجارب من أجل ممارسات جيدة محلية مستدامة والبدائل التضامنية والمستدامة من أجل فلاحة عائلية واحية قابلة للحياة. وجاءت العروض والنقاشات خلال هذه الجلسات متشابهة من حيث الأهداف رغم اختلاف المواضيع وزوايا المعالجة، فهي تروم كلها إيلاء الاهتمام والعناية بالفلاحة العائلية، على اعتبار مساهمتها في توفير الأمن الغذائي وتحسين ظروف العيش والتخفيف من وطأة الفقر، زيادة على مساهمتها في تدبير الموارد الترابية وحماية البيئة. وانصبت النقاشات خلال هذا الملتقي الذي مرت أطواره في أجواء رائعة وتنظيم محكم،على ضرورة تنسيق وتقنين وتشبيك عمليات التدخل في الفلاحة العائلية الواحية، وذلك من خلال الدعوة لتفعيل وتكييف مختلف السياسات العمومية والاستراتيجيات والمواثيق والبرامج والمخططات والمشاريع حسب الوضعية الخاصة بالمنظومة الواحية، والعمل على تنسيق وتوحيد نظرة وعمل كل المتدخلين في المجال الواحي بشكل يضمن الوصول إلى أهداف صيانة وحماية وتنمية الفلاحة العائلية من أجل واحات مستدامة، ليس هذا فقط، بل وركزت هذه النقاشات على العمل على مراجعة القوانين الحالية وسن قوانين جديدة وفق صيغ قانونية مقبولة وناجعة لتأهيل عمليات التدخل وضمان النجاح والفعالية خاصة في إشكاليات الماء والعقار، والتدخل بشكل مستعجل لاتخاذ الخطوات اللازمة للتخفيف من تدهور الفلاحة العائلية والتراب الواحي. ولم تغفل هذه النقاشات الهادفة الدعوة إلى تجاوز التراتبية الإدارية والحث على تشجيع الحوار والتواصل المستمر بين كل المتدخلين، والتضامن في إطار أنسجة جمعوية وجماعات ترابية وتجمعات تقليدية ومنظمات دولية، وإنشاء جمعيات غير حكومية تتقاطع في أهدافها مع مختلف هذه الأنشطة، وإرساء مؤسسات التأمين، والقروض الصغرى لتمكين الزراعات العائلية من مواجهة التحديات، وتشجيع انخراط شباب الواحات في تدبير وتحديد مستقبل الفلاحة العائلية والمنظومة الواحية. مناهج ومقاربات التدخل وبلورت آراء وتصورات المتدخلين خلال هذا الملتقى سبل ومناهج من أجل التعامل مع المجال الواحي كمنظومة متكاملة مع كل مكوناتها بشكل يضمن استمرار توازنها. من أجل تجاوز المقاربة القطاعية ومعالجة وضعية الفلاحة العائلية والواحية - اعتماد المقاربة التشاركية والانفتاح على كل الديناميات والفاعلين المؤسساتيين مهما تباينت درجات ومستويات تدخلاتهم من أجل فلاحة عائلية وواحة مستديمة. -اعتماد مقاربة الممارسات الفضلى محليا وطنيا ودوليا والتركيز على مقاربة الجودة في الانتاج - التعامل مع الموروث الفلاحي والموروث الطبيعي كوحدة متكاملة ومستمرة وابتكار الأدوات الصالحة للصيانة والمحافظة والتطوير - العمل على وضع الإنسان في مركز كل عمليات ومبادرات التدخل واعتباره عنصر حافظ لتوازن الواحات لا عاملا في تدهورها. إدماج البعد البيئي في التخطيط والتدبير المحلي - تثمين التنوع البيولوجي وحمايته، وإنشاء سلسلة الأعشاب الطبية والعطرية ذات جودة مرتفعة، وخلق أنشطة مدرة للدخل، وتحسين تدخل المنتجين. - درء الإكراهات الدورية المرتبطة بالمخاطر المناخية - تقريب التكوينات في مجال إدماج البعد البيئي في المخططات الجماعية للتنمية - وضع خطة عمل وبرامج لمواكبة وتأطير المنتجين المحليين في ميدان الجودة والأمن الصحي خصوصا وأن هناك تطورا كبيرا في تثمين المنتوجات الواحية حماية التراث وتطوير الممارسات والمهارات الواحية - العمل على الاهتمام بكل مكونات التراث الواحي المادية واللامادية - تبني تقنيات وأدوات ومواد ملائمة لترميم وصيانة العمارة الترابية التقليدية. - الاهتمام بالموروث الفلاحي المرتبط بالنخيل الذي يشكل القاعدة الصلبة داخل المجال الواحي . - تأهيل الفلاحين من أجل تحقيق الاستدامة - تعزيز تطوير المنتجات المحلية - تعويض طرق الري التقليدية -اعتماد التقنيات الحديثة لمضاعفة الإنتاج، - توسيع الاستغلاليات الزراعية، وترشيد استغلال الماء، -إنتاج النباتات الطبية وتثمينها كرافعة للفلاحة العائلية في منظومة الواحات، - دعم الحفاظ على الواحات عبر نشر الممارسات الزراعية الإيكولوجية في المجال الزراعي - التثمين المادي والمعنوي للفلاحة العائلية كعماد لاستقرار المنظومة الواحية وتوازنها، ولمواجهة الإكراهات المحدقة - الاعتناء بالإنتاج الفلاحي العائلي من حيث الممارسات المرتبطة بظروف العمل، والتأهيل ومن حيث إشكالات التنظيم انتقاء الأصناف النباتية وإنشاؤها - الإكثار من غرس النخيل - اعتماد تقنيات زراعة النخيل ومكافحة الامراض و الحشرات - التثمين التكنولوجي للنمور - تثمين النباتات الطبية واعتمادا أغراس تمكن من دعم الفلاحة التضامنية حل مشاكل التسويق - التفكير في التقليل من تشتت الملكية والزحف العمراني على الواحات. - دعم المنتجين لإنتاج منتجات جيدة وتوفير فرص الحصول على الغذاء الصحي لجميع السكان التكوين والبحث العلمي لتحقيق التنمية - تشجيع البحث العلمي في قضايا الفلاحة العائلية الواحية عن طريق عقد شراكات بين كل الفاعلين المعنيين. - العمل على توثيق الدرايات المحلية ذات الصلة بالفلاحة الواحية - التفكير في خلق عرض للتكوين بشكل يستجيب لحاجيات شؤون تدبير وتنمية الفلاحة العائلية - خلق وحدات للتكوين والبحث والإرشاد في مجال الفلاحة الواحية. من أجل سياحة تضامنية لتلبية الحاجيات المحلية وقد قدمت خلال هذا الملتقى مداخلات تجمع على أن السياحة التضامنية من بين أشكال السياحة "البديلة" التي تعطي أولوية وأهمية قصوى للناس واللقاء خلال السفر وتندرج في إطار تنمية الجهات، وأن من أسس هذه السياحة إشراك الساكنة المحلية في مختلف مراحل المشروع السياحي، واحترام الأفراد والثقافات والطبيعة، والتوزيع العادل للثروات المحصلة، مؤكدة في نفس السياق على ضرورة حمل السكان المحليين وتحسيسهم للتحكم في السياحة التضامنية على اعتبار مساهمتها في الانفتاح على العالم الخارجي وتثمينها للثقافة والرأسمال اللامادي، وبالتالي تسهم في التنمية المحلية.