تأتي الحملة الوطنية في إطار استراتيجية وقائية من الإصابة بالفيروس، خصوصا بالنسبة إلى الفئات الهشة، المتمثلة في الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، مثل مرضى القلب والشرايين والسكري والقصور الكلوي والربو وارتفاع الضغط الدموي. واعتبر التلقيح السنوي ضد الأنفلونزا الفصلية الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب الإصابة أو مضاعفات المرض والتخفيف، على اعتبار أنه لقاح يتجدد بشكل سنوي، تبعا لتغير فصيلة الفيروس المتحول سنويا، الذي يحدده خبراء منظمة الصحة العالمية قبل صناعة اللقاح، لضمان تمنيع ناجع وذي فائدة. وتكمن أهمية اللقاح في أنه يضم شظايا ميتة للفيروس، لا يمكنها التسبب في الأنفلونزا، وتعمل على تحفيز المناعة، مخولة للجسم تطوير الأجسام المضادة الضرورية لتفادي الإصابة بالفيروس. ويصاحب الحملة توفير اللقاح في الصيدليات وفي معهد باستور بمصلحة التلقيحات، حيث تتوفر جرعات من اللقاح، بمقابل لا يزيد على 80 درهما. ويسعى شركاء الحملة الوطنية للتلقيح إلى تذكير الفئات الهشة بأهمية التمنيع ضد الأنفلونزا الفصلية، باعتبارها فيروسا يتسبب سنويا في عدد من الوفيات وسط الأشخاص المسنين، الذين يرتفع خطر الوفاة وسطهم، وكذا المضاعفات الطبية، ابتداء من سن 50. أما بالنسبة إلى الأطفال، فيؤكد اختصاصيو الأمراض الوبائية أنهم يساهمون في نقل العدوى بالفيروس لمدة تتجاوز 10 أيام بعد ظهور الأعراض، وغالبا ما ينقلونه من الحضانة أو من المدرسة الابتدائية إلى وسطهم الاجتماعي، لأنهم يوصلون فيروسات الأنفلونزا بشكل فعال. وتهم الحملة الوطنية للتلقيح الأشخاص من 6 أشهر إلى أكثر من 65 سنة، كما أن تلقيح الأطفال ضد الأنفلونزا الفصلية يساهم في التقليص من ظهور المرض بنسبة تتراوح بين 60 إلى 90 في المائة، استنادا إلى نتائج دراسات طبية تفيد أن إصابة 10 أطفال بالفيروس تتسبب في إصابة 8 من أفراد الأسرة. كما تصاحب حملة التلقيح الوطنية ضد انفلونزا الفصلية، حملة تحسيسية بالتلقيح، موجهة إلى مؤسسات الشغل، يقودها معهد باستور، مع دعوة مهنيي الصحة، الذين في طور التكوين إلى التمنيع ضد الفيروس، لتجنب انتقال العدوى في أوساط الشغل.