أعلن معهد باستور، بشراكة مع مختبر"سانوفي باستور"، عن الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، الذي يتسبب سنويا في عدد من الوفيات وسط الأطفال والأشخاص المسنين وذلك حسب ما كشفت عنه ندوة صحفية، نظمت أمس الثلاثاء في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء. ويصاحب هذه الحملة، الموجهة إلى عموم المواطنين، حملة تحسيس بالتلقيح موجهة إلى مهنيي الصحة وطلبة كليات الطب ومعاهد التكوين في مجال الصحة، تنطلق الأسبوع المقبل، في المؤسسات الصحية، في إطار مبادرة لتمنيع 60 ألف من العاملين في قطاع الصحة، الذين يعتبرون أحد عوامل انتقال عدوى الأنفلونزا الفصلية في أماكن عملهم. وتناولت المداخلات ضعف إقبال مهنيي الصحة على التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، كما هو الأمر بالنسبة إلى عموم المغاربة، في غياب توصيات بالتلقيح موجهة إلى العاملين في القطاع الصحي. وأفاد المتخصصون أن اللقاحات المضادة للأنفلونزا لا تستعمل بما يكفي في المغرب، في وقت تبقى الأنفلونزا مرضا معديا غير متحكم فيه. وأبرز اللقاء عدم توفر المغرب على استراتيجية حول التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، مقابل وجود مخطط للمراقبة الوبائية ضد الفيروسات المسؤولة عن أمراض خطيرة، ووجود حملات لتلقيح مهنيي الصحة، حسب ما أبرزه عبد الرحمان بلمامون، رئيس مصلحة الأمراض الوبائية التابعة لوزارة الصحة. وتخللت اللقاء عروض علمية حول فيروس الأنفلونزا الموسمية، بينت أنها إصابة فيروسية حادة تنتقل بكل سهولة بين الأشخاص، وتصيب الأنفلونزا جميع الأفراد، وفي كافة الأعمار، إلا أن الأكثر عرضة هم الأشخاص في سن 65 وما فوق، والأطفال أقل من سنتين، والأشخاص، الذين يعانون بعض الأمراض المزمنة، مثل الإصابات القلبية والرئوية، والكلوية، والكبدية، وأمراض الدم، والسكري، أو ذوي جهاز مناعي ضعيف، ويرتفع خطر الوفاة لدى الكبار، وكذا المضاعفات الطبية، ابتداء من سن 50 سنة. ويساهم الأطفال في نقل العدوى بالفيروس لمدة تتجاوز 10 أيام بعد ظهور الأعراض، إذ غالبا ما ينقلونه من الحضانة أو من المدرسة إلى وسطهم الاجتماعي. ومن أهم تحديات الوقاية من فيروس الأنفلوانزا الموسمي، حسب اختصاصيي معهد باستور، إقناع المرضى بالتلقيح، وإعادة التلقيح سنويا، باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية للتخفيف من حدة الأنفلوانزا، لتفادي نقل العدوى قدر الإمكان. ويظل التلقيح السنوي، حسب الخبراء أنفسهم، الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب الإصابة أو مضاعفات المرض وتخفيف عبء المرض، علما أنه يكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى الأشخاص، الذين قد تظهر لديهم مضاعفات خطيرة، والأشخاص الذين يعايشون أو يرعون أشخاصا يشكلون خطرا كبيرا. ومن التوصيات، أيضا، حث الأشخاص المصابين بتغطية الفم والأنف بواسطة منديل ورقي عند السعال أو العطس، مع الحرص على غسل اليدين بشكل منتظم. وأفاد اختصاصيو مختبر باستور أن اللقاح المضاد للأنفلونزا الفصلية، يتميز بالسلامة والفعالية، يحتوي على شظايا ميتة للفيروس، لا يمكنها التسبب في الأنفلونزا، لكنها تؤدي إلى رد مناعي ضد المرض أو مضاعفاته. ومن المعطيات المتوفرة عالميا حول تبعات الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية، أنها تتسبب في خسائر اقتصادية، تتراوح بين 80 و90 في المائة نتيجة التغيبات عن العمل. ويسجل سنويا، في جميع أنحاء العالم، ما بين 3 و5 ملايين حالة خطيرة، وحوالي225 ألفا إلى 500 ألف حالة وفاة. ويعد فيروس الأنفلونزا الموسمية معديا جدا، ينتقل بسهولة من شخص لآخر، عن طريق رذاذ دقيق ينتشر في الهواء، أثناء السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل عن طريق اللمس بواسطة يد غير نظيفة، أو داخل الفضاءات المغلقة. ويفيد الاختصاصيون أن نصف المصابين بفيروس الأنفلونزا لا تتطور لديهم الأعراض الكلاسيكية، لكنهم قد ينقلون العدوى، خلال 5 إلى 10 أيام. ومن أعراض الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية، الحمى المفاجئة، والصداع، والشعور بالضيق، والسعال، والتهاب الحلق، والتعب الشديد، وسيلان الأنف وآلام في الجسم.