تدور أحداث الفيلم، الذي سبق له الفوز بثلاث جوائز من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وهي ثاني أحسن دور نسائي، وجائزة الصورة، وجائزة المونتاج، حول معاناة مغربية يهودية مقيمة في فرنسا "عايدة كوهين" مع السرطان. بعد اشتداد المرض عليها، تقرر عايدة كوهين (نفيسة بنشهيدة) قضاء آخر أيامها بالمغرب هربا من أجواء باريس الكئيبة، حيث تتطلع إلى بصيص أمل في الحياة. تقف عايدة، الشخصية الرئيسية في هذه القصة، وراء كل التحولات التي تعيشها الشخصيات الأخرى، وبعد وصولها إلى مسقط رأسها المغرب، تجد نفسها ممزقة بين يوسف، صديق صباها، وغيثة، زوجته، كما هي ممزقة، في الواقع بين تعطشها الحارق للحياة ورغبتها في التحكم في مصيرها ومواجهة قدرها المحتوم، ما دامت لا تملك بين يديها سوى مهلة قصيرة للحياة. وتنتهي أحداث الفيلم بموت "عايدة" في حادثة سير، بعدما منحت السعادة لصديق طفولتها يوسف ومساعدته على الخروج من ضغط العمل عن طريق الموسيقى. في هذا السياق يقول المخرج إدريس لمريني في حديثه عن الفليم "منذ صياغة الموضوع، استولى علي إغراء سرد حكاية قد تشكل نوعا من أنشودة الأمل، غايتها مصالحتنا مع متع الحياة، مهما كانت حياتنا مأساوية، وكانت الفكرة المحورية تتمثل في نسج حكاية حول شخصية متسلحة بأمل لا ينضب، وتشبث لا مشروط بالجذور وبالحياة، وبميل طبيعي نحو كل ما هو جميل". ويتناول الفيلم، الذي صورت أحداثه بين الصويرةوباريس والرباط، حسب لمريني، موضوع التعايش السلمي بين طائفتي المسلمين واليهود في المغرب، بلد التسامح واحترام الاختلاف، مشيرا إلى "أن الطائفة اليهودية تعتبر من المكونات الرئيسية للشعب المغربي، وكان علينا اختيار مدينة الصويرة باعتبار أن عدد اليهود بها أكبر مقارنة مع المدن المغربية الأخرى، كما أن هذه المدينة ما زالت تحتفظ وتحترم العديد من التقاليد العريقة للطائفة اليهودية". من جهة أخرى، يمثل فيلم "عايدة" السينما المغربية في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة لفيلم المرأة بسلا، المنظمة من طرف جمعية أبي رقراق تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 28 شتنبر الجاري إلى 3 أكتوبر المقبل. ويتبارى الفيلم على جوائز الدورة التاسعة إلى جانب 11 فيلما روائيا طويلا من 11 دولة، بالإضافة إلى المغرب البلد المنظم، أمام لجنة تحكيم دورة 2015 فتضم الممثلة المغربية فاطمة الزهراء بناصر. ويجسد باقي أدوار الفيلم، الذي يمكن تصنيفه في خانة أفلام "الدراما الموسيقية"، بالإضافة إلى نفيسة بن شهيدة، وعبد اللطيف شوقي، كل من هدى الريحاني، وإدريس الروخ، ولطيفة أحرار، ومحمد الشوبي، ومجيدة بنكيران، وأمينة رشيد ومجدولين الإدريسي وعبد الحق بلمجاهد وآخرون. وبهذا الفيلم، الذي استفاد سنة 2012 من دعم المركز السينمائي المغربي (4 ملايين و100 ألف درهم)، يوقع إدريس المريني ثالث عناوينه السينمائية، بعد فيلم "بامو" سنة 1983 و"العربي" سنة 2011.