برز فيلم عايدة لمخرجه إدريس المريني كأحد أبرز المرشحين للظفر بالجائزة الكبرى لمهرجان طنجة، إذ حظي بإعجاب النقاد الذين أثنوا على الجوانب التقنية والفنية في العمل، وأشادوا بأداء الممثلين. «عايدة» شابة يهودية من أصول مغربية تعيش في فرنسا، أنهك السرطان جسدها، فقررت العودة نحو أصولها، بحثا عن ذكريات الطفولة القديمة، وعما يمكن أن يبعث فيها الأمل في الحياة من جديد. تلتقي «عايدة»، التي شخصت دورها الممثلة نفيسة بنشهيدة، برفيق طفولتها يوسف، الذي يعاني بدوره من متاعب الحياة التي ألقت به في دائرة الكآبة. وقعت «عايدة» ضحية كوابيس رهيبة منذ أن عرفت بالمصير الذي ينتظرها نتيجة المرض الذي ينخرها، فقررت الهروب من أجواء باريس الكئيبة إلى بلدها الأصلي المغرب تطلعا إلى بصيص أمل في الحياة. تجد نفسها ممزقة بين يوسف صديق صباها وغيثة زوجته، كما هي ممزقة بين تعطشها الحارق للحياة ورغبتها في التحكم في مصيرها ومواجهة قدرها المحتوم، مادامت لا تملك سوى مهلة قصيرة تفصلها عن النهاية. بفضل العودة إلى الأصل، تمكنت «عايدة» من التغلب على الانعكاسات المقلقة لمرضها، مستعينة بجذورها، بعالم الموسيقى المدهش، بالسماء الصافية لبلدها ونورها الوضاء، وساعدها في ذلك محيطها بكل اختلافاته وتناقضاته. بيد أن نهاية الفيلم كانت «مأساوية»، فعايدة لم تمت، لكنها لم تشف من مرضها، إذ رمتها الظروف في الشارع، تنتظر قدرها المحتوم. يقول مخرج الفيلم، إدريس المريني، إن فيلم «عايدة» سلط الضوء على حالة إنسانية يعيشها مرضى السرطان، فهو لم يركز على المرض بحد ذاته، بقدر ما ركز على جانب المعاناة في قالب فني لا يخلو من الإثارة والتشويق، يقول المريني في تصريح ل» اليوم24». وأضاف المريني أن الفيلم لم يركز كثيرا على الثقافة اليهودية، رغم أن البطلة هي يهودية من أصول مغربية، فكان الهدف هو إبراز المشترك في الثقافتين المغربية واليهودية، وهي كثيرة على حد تعبير مخرج الفيلم. ويجسد باقي أدوار الفيلم عبد اللطيف شوقي وأمينة رشيد ومجدولين الإدريسي وهدى الريحاني وإدريس الروخ ولطيفة أحرار ومحمد الشوبي ومجيدة بنكيران. وأثنى عدد من النقاد السينمائيين على هذا الشريط السينمائي، وقالوا إنه مبدع من حيث الإخراج والتصوير. أما أداء الممثلين، فأجمع النقاد، الذين ناقشوا الفيلم بحضور ممثليه ومخرجه، على أداء الممثلين المتميز. ولم توجه إلى مخرج الفيلم أسئلة كثيرة بقدر ما أعجب الجميع بالجانب التقني والفني لهذا الشريط، ورشحوه لأن يكون من الأفلام القوية المرشحة لنيل الجائزة الكبرى للمهرجان.جدير بالذكر أنه جرى تصوير الفيلم السينمائي «عايدة» في كل من مدن الرباط وسلا وبوزنيقة والصويرة، قبل أن يتم الانتقال إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تم استكمال آخر المشاهد. وبهذا الفيلم، يوقع إدريس المريني ثالث عناوينه السينمائية بعد كل من فيلمي «بامو» سنة 1983 و»العربي» سنة 2011، الذي تناول من خلاله سيرة لاعب كرة القدم الشهير العربي بنمبارك، وهو يحضر حاليا فيلمه الرابع، ذا طابع إنساني، رفض أن يكشف عن تفاصيله.