ناقشت الندوة، التي حضرها مهتمون بالمجال السينمائي من باحثين ومخرجين وممثلين وإعلاميين، الأسباب والمعيقات التي تعرقل مسار السينما الإفريقية. وأجمعت المداخلات على أن السينما الإفريقية تحتضر لأنها تسير ببطء شديد، وتعاني صعوبات بالجملة، تتمثل في الصراعات والحروب والفقر، وكذا تنصل الحكومات من دعم المهرجانات، تاركة الجمعيات والمنظمات تقاوم من أجل البقاء على المكتسبات الهزيلة والضعيفة ،التي حققتها، في سبيل الإبقاء على التظاهرات السينمائية المعدودة على رؤوس الأصابع، فضلا عن استغلال المنتجين الأوروبيين فقر الدول الإفريقية، إذ تتولى هي الإنتاج والتوزيع من موقع الآمر الناهي، ثم شراء بعض القنوات الأجنبية لأفلام إفريقية بمبالغ زهيدة جدا، رغم حداثة إخراجها وإنتاجها. وأشارت المداخلات إلى أن انعدام القاعات لعرض الأفلام السينمائية في بعض الدول وقلتها في أخرى، وضعف التكوين والتأطير في مجال السينما، عوامل ضاعفت المشاكل والإكراهات، التي تتخبط فيها السينما الإفريقية. وشددت المداخلات على وجوب الاستمرارية والصمود والمقاومة من أجل انتزاع حق الاهتمام والاعتراف، ودعم المهرجانات السينمائية الإفريقية. وفي رده على بعض المداخلات أثناء المناقشة صرح نور الدين الصايل، رئيس مهرجان خريبكة، أن "الأفارقة لم يحققوا شيئا في مجال السينما، لأن الحكومات والمسؤولين الأفارقة لا يحترمون السينما والسينمائيين، فكيف يفرض الاحترام على الدول الأخرى، التي تستغل الإنتاج السينمائي الإفريقي المتواضع؟". وقال الصايل، في كلمة بالمناسبة، إن الدورة الثامنة عشرة للمهرجان تشكل "انطلاقة جديدة لتصور جديد للمهرجان شعاره الاستمرارية والصمود"، مؤكدا أن السينما "تعد وسيلة للتعبير يتعين على البلدان الإفريقية تطويرها". وأعرب عن الأسف لأن البلدان الإفريقية لم "تثبت بعد وجودها في المجال السينمائي". وأبرز الصايل أن "المغرب أضحى نموذجا يحتذى في المجال السينمائي على مستوى القارة الإفريقية"، مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس رسخ حضور المملكة في إفريقيا أكثر من أي وقت مضى.