خلال اليوم الثاني من فعاليات الدورة 16 من مهرجان السينما الإفريقية، احتضنت قاعة الندوات بأحد فنادق بخريبكة ندوة دولية حول الإنتاج السينمائي المشترك بين المغرب والدول الإفريقية. نور الدين الصايل ترأس الندوة مدير مؤسسة المهرجان والمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، وشارك فيها كل من ميشال ودراغو، من بوركينافاصو، والمخرج المالي الشيخ عمر سيسوكو، والفرنسي دومنيك والون، وفديكا كرامو من ساحل العاج، إضافة إلى العديد من المتتبعين والمهنيين، والنقاد، والإعلاميين... وتميزت الندوة بإثارة نقاشات مستفيضة بين مختلف المتدخلين حول واقع وآفاق الشراكة المغربية الإفريقية، في مجال الإنتاج، وفرص تطويره في المستقبل، حتى يرقى إلى المستوى المطلوب. وأجمعت مختلف التدخلات في الندوة على أن الإنتاج المغربي والإفريقي يحتاج إلى الرفع من قيمته، والدفع به إلى الأمام، من أجل كسب رهانات المستقبل السينمائي الإفريقي بشكل عام، كما شدد المتدخلون على أنه رغم الكثير من الصعوبات والإكراهات المادية والإبداعية، إلا أن الإنتاج السينمائي المغربي حقق في الآونة الأخيرة طفرة نوعية، وتجلى ذلك في ازدياد العديد من الأفلام الجديدة، خلال كل سنة، مقارنة مع السنوات السابقة. ودعا المتدخلون إلى تعزيز مزيد من الحوار والتواصل، فضلا عن تبادل التجارب والخبرات، في مجال الإنتاج، بهدف جعل السينما المغربية والإفريقية على حد سواء، تسير نحو الارتقاء والنمو والازدهار. وأكد ميشيل ودراوغو، المندوب العام للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزة (فسباكو)، بالمناسبة، أن المغرب يعد نموذجا يحتذى به في علاقات التعاون القائمة بين دول الجنوب على المستوى السينمائي، موضحا أن هذه حجم هذه العلاقات يبرز جليا من خلال حجم الإنتاج المشترك المغربي الإفريقي، الذي بلغ، منذ سنة 1983، ما مجموعة 43 فيلما بفضل دعم المركز السينمائي المغربي. وأعرب ودراوغو عن ارتياحه لعلاقات الشراكة، التي تربط مهرجان فسباكو بثلاثة مهرجانات سينمائية مغربية بطنجة وسلا وخريبكة، ما يفتح آفاقا واعدة في العلاقات السينمائية القارية. وأضاف أن مستقبل التعاون السينمائي جنوب جنوب يبقى بين أيدي السينمائيين الأفارقة والمهنيين في القطاع السينمائي، مشيرا إلى أن دينامية الشراكة والعلاقات بين المهرجانات السينمائية الإفريقية بلغت حجما لا يستهان به وفي تواصل دائم. من جهته، أبرز فاديكا لانسيني، مدير المكتب الوطني للسينما الإفوارية، ورئيس لجنة تحكيم الدورة السادسة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، أن التعاون السينمائي جنوب جنوب يؤسس، منذ القدم، لمستقبل واعد كفيل بالنهوض بالسينما الإفريقية، موضحا أن حظوظ نجاح السينما بالقارة السمراء تبقى رهينة بالإنتاج المشترك كمعاملة اهتدى إليها المغرب، مبادرا بذلك إلى نسج سلسلة من الشراكات المثمرة مع العديد من البلدان الإفريقية. واستطرد السينمائي الإفواري، مشيرا إلى أن الصناعة السينمائية تسلك طريقها ويبقى على أصحاب القرار تقديم مزيدا من الدعم، ليس على المستوى التنظيمي فحسب، بل أيضا على المستوى المادي من أجل نشر قيم التسامح والتعددية الثقافية، الكفيلة بتحريك دواليب السينما بالمجتمعات الإفريقية. أما "دومنيك والون"، المدير العام السابق للمركز الوطني للسينما بفرنسا، فذهب إلى أن المغرب الذي يحظى بوضع متقدم وقوي، بالمقارنة مع باقي البلدان الإفريقية في المجال السينمائي، يمكنه أن يعد شريكا متميزا على مستوى القارة السمراء، بالنظر لعامل القرب الجهوي والثقافي.