شهدت الدورة الثالثة، التي نظمت بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة سلا للثقافة والفنون بسلا، تقديم العديد من العروض الفنية شملت الفكاهة والمسرح والموسيقى. وشكل مهرجان سلا للفراجة في دورته الثالثة محطة انتقالية لتعميق هويته كمهرجان مفتوح على كل أشكال الفرجة المغربية في قالب فني، كما شكل ذلك أول مهرجان للضحك انطلق بمدينة سلا منذ ثلاث سنوات. وفي كلمته الافتتاحية باسم إدارة المهرجان، أكد المخرج التلفزيوني مصطفى فاكر المدير الفني للمهرجان، أن الدورة الثالثة هي دورة انتقالية لدورة رابعة استثنائية سيرسخ، من خلالها المهرجان هويته الخاصة، كما تقرر تغيير موعد انعقاده إلى شهر أبريل. وكرمت الدورة الثالثة قشبال وزروال اعترافا من إدارة المهرجان بعطائهما في مجال الأغنية الشعبية والفكاهة، كما احتفت الدورة باجتهادات فكاهيين شباب وفسحت لهم المجال للمشاركة في فقرات المهرجان إلى جانب فكاهيين معروفين. واعتبر الفنان عزيز عبدوني، مدير المهرجان، عن سعادته بحضور الفنان زروال باعتباره هرما فنيا أعطى الكثير للفكاهة المغربية، بل وشكل مدرسة قائمة بذاتها إلى جانب الفنان قشبال، هذا الأخير الذي أقعده المرض عن الحضور، وإصرار المهرجان في دورته الثالثة الالتفات إلى هذين العلمين المغربيين هو ترسيخ لثقافة الاعتراف وتأكيد على ربط جسر الماضي بالحاضر وبالمستقبل. وعبر الفنان زروال عن سعادته بهذا التكريم وهذه الالتفاتة من لدن شباب اختار السخرية والفكاهة، واعتبر اللحظة إنسانية بامتياز. معربا عن حزنه للحالة الصحية التي يمر منها زميله في الفن والحياة قشبال، ما جعله يحضر لوحده لأول مرة، منذ 50 سنة المهرجان، حيث سلمت للفنانين هدية من رجل الأعمال فوزي الشعبي. وتواصل البرنامج الفني العام بتقديم فقرات فكاهية مبرمجة للعديد من وجوه السخرية المعروفين وطنيا ومحليا، إلى جانب فقرات موسيقية وأدبية. وهكذا تناوب على خشبة سينما الملكي الفكاهيان القباج، وحميد لمرابط، والكوميديون عبدالرزاق حكم، وسعد، وأحمد الزوين. كما ألهب مغني الراب الكناوي، في فقرة الموسيقى، شباب سلا بعدد من أغانيه الشهيرة، كما لقيت فقرته تجاوبا لافتا من طرف الجمهور الحاضر، إلى جانب المشاركة المتميزة لكل من مجموعة محمد المستف، والمغنية ماجدة الناصيري، ونشط الإعلامي نورالدين النجمي حفل الافتتاح. وقدم الفنان بوشعيب حفيري، ضمن فقرة فن العرض لوحات من عرض "أنا جيت..". وهي لوحات أصر الفنان بوشعيب حفيري أن يظل من خلالها وفيا لفن السخرية الهادفة، التي تركز على المفارقات الاجتماعية. وضمن اللقاءات الأدبية، شهدت سينما الملكي تنظيم حفل توقيع كتاب الإعلامي والكاتب الطاهر الطويل "المسرح الفردي في الوطن العربي"، وهو الكتاب الصادر عن الهيئة العربية للمسرح، وقدم الكتاب وأطر اللقاء عبدالحق ميفراني، الذي تحدث عن تجربة الطاهر الطويل الإعلامية، خصوصا في مجال الصحافة الثقافية، إلى جانب تقديم أهم المحاور والإشكالات التي عالجها الكتاب. وقدم المسرحي عبدالإله بنهدار والمخرج التلفزيوني مصطفى فاكر شهادات في حق الإعلامي الطاهر الطويل.