نظمت جمعية زووم للفنون من سلا الدورة الثالثة لمهرجان سلا "للفراجة" دورة قشبال وزروال، وهو المهرجان المعروف اختصارا ب"هو ماروك"، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 31 يوليوز و2 غشت 2015 في فضاء سينما الملكي بمدينة سلا. وشهدت الدورة الثالثة، والتي نظمت بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة سلا للثقافة والفنون بسلا، تقديم العديد من العروض الفنية شملت الفكاهة والمسرح والموسيقى. مهرجان سلا للفراجة في دورته الثالثة شكل محطة انتقالية لتعميق هويته كمهرجان مفتوح على كل أشكال الفرجة المغربية في قالب فني كما يشكل أول مهرجان للضحك انطلق بمدينة سلا منذ ثلاث سنوات. وفي كلمته الافتتاحية باسم إدارة المهرجان، أكد المخرج التلفزيوني مصطفى فاكر المدير الفني، على أن الدورة الثالثة هي دورة انتقالية لدورة رابعة استثنائية سيرسخ من خلال المهرجان هويته الخاصة كما تقرر تغيير موعد انعقاده الى شهر أبريل. وأعربت الجمعية المنظمة زووم للفنون بسلا عن استيائها من حجم الدعم الضعيف والذي لم يصل الى مستوى التطلعات التي كان من المنتظر أن يشهدها المهرجان في فقراته وبرنامجه الثقافي والفني مما حدى بالجهة المنظمة الى تقليص عدد المشاركات والاكتفاء ببعض الفقرات من البرنامج المسطر. فقرة التكريم: وكرمت الدورة الثالثة الفنانين قشبال وزروال اعترافا من إدارة المهرجان بعطائهم في مجال الأغنية الشعبية والفكاهة، كما احتفت الدورة باجتهادات فكاهيين شباب وفسحت لهم فقرات المهرجان المجال للمشاركة الى جانب فكاهيين معروفين في المجال الفني بالمغرب. واعتبر الفنان عزيز عبدوني، مدير المهرجان، عن سعادته بحضور الفنان زروال باعتباره هرما فنيا أعطى الكثير للفكاهة المغربية بل وشكل مدرسة قائمة بذاتها الى جانب الفنان قشبال، هذا الأخير الذي أقعده المرض عن الحضور، وإصرار المهرجان في دورته الثالثة الالتفات الى هذين العلمين المغربيين هو ترسيخ لثقافة الاعتراف وتأكيد على ربط جسر الماضي بالحاضر وبالمستقبل. وعبر الفنان زروال عن سعادته بهذا التكريم وهذه الالتفاتة من لدن شباب اختار السخرية والفكاهة، واعتبر اللحظة إنسانية بامتياز. معربا عن حزنه للحالة الصحية التي يمر منها زميله في الفن والحياة قشبال وهو ماجعله يحضر للمهرجان ولأول مرة ومنذ 50 سنة لوحده وقد سلمت للفنانين هدية من رجل الأعمال فوزي الشعبي. وقد تواصل البرنامج الفني العام بتقديم فقرات فكاهية مبرمجة للعديد من وجوه السخرية والمعروفين وطنيا ومحليا، الى جانب فقرات موسيقية وأدبية. وهكذا تناوب على خشبة سينما الملكي كل من الفكاهيين: الفكاهي القباج، الفكاهي حميد لمرابط، الكوميدي عبدالرزاق حكم، الكوميدي سعد، الكوميدي أحمد الزوين. كما ألهب مغني الراب الكناوي، في فقرة الموسيقى، شباب سلا من أغانيه الذي يحفظونها على ظهر قلب كما لقت فقرته تجاوبا لافتا من طرف الجمهور الحاضر هذا الى جانب المشاركة المتميزة لكل من مجموعة محمد المستف والمغنية ماجدة الناصيري، وقد قام الإعلامي نورالدين النجمي بتنشيط حفل الافتتاح. في اليوم الموالي، قدم الفنان بوشعيب حفيري، ضمن فقرة فن العرض، لوحات من عرض "أنا جيت..". وهي لوحات أصر الفنان بوشعيب حفيري أن يظل من خلالها وفيا لفن السخرية الهادفة والتي تركز على المفارقات الاجتماعية. وقد استطاع الفنان القنيطري أن يربط بذكاء بين العديد من المواقف بتسلسل مشوق دفع بالجمهور أن يحضر لعرض ساخر ظل الفشل الاجتماعي هو سببه المباشر، وقد ساعدت الفنان حفيري تجربته وحنكته في التعامل مع فئات العمرية المتعددة في تحويل العديد من فقرات عرضه الى إدانة صارخة للظلم الاجتماعي. كما توفق الفنان حفيري وبشكل لافت في جعل حضوره على خشبه إيجابيا الى أبعد مدى. وضمن اللقاءات الأدبية، شهدت سينما الملكي تنظيم حفل توقيع كتاب الإعلامي والكاتب الطاهر الطويل "المسرح الفردي في الوطن العربي"، وهو الكتاب الصادر عن الهيئة العربية للمسرح، وقد قدم الكتاب وأطر اللقاء الأستاذ عبدالحق ميفراني، والذي تحدث عن تجربة الطاهر الطويل الإعلامية خصوصا في مجال الصحافة الثقافية، الى جانب تقديم أهم محاور وإشكالات التي عالجها الكتاب. وقد قدمت شهادات في حق الإعلامي الطاهر الطويل قدمها كل من المسرحي عبدالإله بنهدار والمخرج التلفزيوني مصطفى فاكر.