بعد يوم من القتال الذي شاركت فيه مقاتلات إف 16 وطائرات الأباتشي قالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون المصري إن الجيش لن يوقف عملياته "حتى يتم تطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية". وأعلنت جماعة ولاية سيناء -ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر- مسؤوليتها عن هجمات يوم الاربعاء في بيان على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقالت الجماعة إنها هاجمت أكثر من 15 موقعا أمنيا ونفذت ثلاثة تفجيرات انتحارية. ويمثل هجوم المتشددين تصعيدا كبيرا للعنف في شبه جزيرة سيناء التي تتاخم إسرائيل وقطاع غزة وهو ثاني هجوم كبير تشهده مصر هذا الأسبوع. وقتل النائب العام هشام بركات يوم الاثنين في انفجار سيارة ملغومة في القاهرة. ويثير ذلك تساؤلات عن قدرة الحكومة على التصدي للإسلاميين المتشددين الذين قتلوا من قبل مئات من أفراد الجيش والشرطة. وكثف المتشددون الذين يسعون لإسقاط الحكومة في القاهرة هجماتهم على قوات الجيش والشرطة منذ 2013 عندما أعلن الجيش عزل الرئيس السابق المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي. وحكمت محاكم مصرية على مئات من قيادات وأعضاء ومؤيدي الجماعة بالإعدام في الشهور الماضية. ولا تفرق الحكومة بين متشددي شمال سيناء وجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها وأعلنتها جماعة إرهابية بعد عزل مرسي. وتقول الجماعة إن نشاطها سلمي. وقال بيان الجيش إن القتال تركز في مدينتي الشيخ زويد ورفح وأن المتشددين استخدموا سيارات ملغومة واسلحة مختلفة. وأضاف البيان إن أربعة ضباط كانوا بين القتلى السبعة عشر من أفراده. وأصيب 30 جنديا آخرين بجروح. وفي وقت سابق أعطت مصادر أمنية أرقاما مختلفة للقتلى والمصابين شملت جنودا بالجيش والشرطة ومتشددين ومدنيين. وقالت مصادر أمنية إن المتشددين خططوا لضرب حصار على مدينة الشيخ زويد "لكننا تعاملنا معهم وكسرنا الحصار" حسب قول أحد المصادر. وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية إن المهاجمين حاصروا مركزا للشرطة في مدينة الشيخ زويد وإنهم زرعوا قنابل حوله لمنع الأفراد بداخله من الخروج. وأضافت المصادر إنهم زرعوا قنابل بطول طريق يربط بين الشيخ زويد ومعسكر للجيش لمنع وصول إمدادات أو تعزيزات عسكرية. وتابعت أن المتشددين استطاعوا الاستيلاء على سيارتين مدرعتين وأسلحة وذخيرة. وقال سليمان السيد أحد سكان الشيخ زويد "نحن ممنوعون من الخروج من البيت. ننظر فقط من خلف شرفة المنزل. الاشتباكات ما زالت مستمرة. رأيت منذ قليل خمس سيارات لاند كروزر محملة بمسلحين ملثمين يحملون رايات سوداء." وقالت مصادر أمنية وشهود إنه سمع دوي انفجارين في مدينة رفح المصرية على الحدود مع غزة أمس الأربعاء. وأضافت المصادر إن جميع الطرق المؤدية إلى رفح والشيخ زويد أغلقت. وعزز قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إجراءات الأمن على الحدود مع مصر. وقال أيمن دين الذي كان قريبا من القاعدة ويدير الآن مكتبا للاستشارات الأمنية في الخليج إن الهجمات "تذكير صارخ بحقيقة أنه رغم الحملة العسكرية المكثفة المناوئة للإرهاب في سيناء في الأشهر الستة الماضية لا تنقص صفوف الدولة الإسلامية بل تزيد وتتطور عملياتها وتدريبها وتزيد جرأتها." وكان تنظيم الدولة الإسلامية حث أتباعه على تصعيد الهجمات خلال شهر رمضان، لكنه لم يحدد مصر كهدف. وفي أبريل الماضي مدد الجيش حالة الطوارئ المفروضة على أجزاء من سيناء لمدة ثلاثة أشهر. واتخذ الجيش عدة إجراءات لسحق المتشددين شملت بجانب قصف مواقعهم تدمير أنفاق سرية تحت خط الحدود مع قطاع غزة كما أقام منطقة عازلة على الحدود. ويحفر الجيش خندقا في الوقت الحالي على الحدود مع القطاع.