أبرز صناع الرأي العام الأمريكي أن هذا المشروع "الكبير" يجسد رؤية جلالة الملك بإفريقيا، وهي الرؤية الحريصة على إدراج التنمية المستدامة في إطار مقاربة منهجية تقدم فرصا سوسيو اقتصادية واعدة بالقارة. وبالنسبة لصحيفة (دو هيل)، التي يصدرها الكونغرس الأمريكي، فإن المغرب، الذي يفي بالتزاماته بشكل كامل تجاه إفريقيا، يقترح حلولا ملموسة للتحديات التي تعترض إفريقيا باعتباره "شريكا حقيقيا" على مستوى القارة، وفاعلا أساسيا في التنمية المستدامة والأمن الإقليمي. ويرى المراقبون الأمريكيون أن أهمية تنفيذ مشروع خليج كوكودي، الذي تم إعداده وفقا للتوجيهات الملكية السامية، تبرز مع الجرأة الكبيرة في التخطيط الحضري، تماشيا مع إعادة تأهيل اقتصاد كوت ديفوار، وفي التعاون جنوب-جنوب الذي يقوم على الاحترام المتبادل وتقاسم الخبرات. ويتعلق الأمر، حسب بيتر فام مدير أفريكا سانتر، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، بÜ"مشروع ذكي يحرص على الاحترام الدقيق للتخطيط الحضري والتنمية الاقتصادية، وذلك في إطار بيئة إيكولوجية منسجمة"، مشيرا إلى أن هذه الفلسفة هي التي تميز استراتيجية المملكة بالقارة، "التي تستحق الدعم والتشجيع من قبل الشركاء الدوليين". كما توقف الخبير عند جانب آخر يميز مشروع خليج كوكودي، في إشارة إلى "الانخراط الكامل للساكنة المحلية في بلورته وتفعيله، الأمر الذي يعزز مردوديته واستمراريته على المدى البعيد، في إطار سوسيو اقتصادي مربح للجميع، وواقعي وقادر على بث دينامية تقدم وازدهار المجتمع". ويهم هذا المشروع، الذي تم إعداده تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى حماية وتثمين خليج كوكودي وإعادة التأهيل الإيكولوجي للخليج وبحيرة إبريي، وإنجاز سد ومنشآت هيدروليكية وبحرية، وإنشاء البنيات التحتية الطرقية، ومنشآت الولوج وقناة، فضلا عن إنجاز مارينا وحديقة حضرية ومسالك مجهزة للتجول. كما يروم المشروع، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 7ر1 مليار درهم (100 مليار فرنك إفريقي)، تطوير برنامج طموح لإنجاز التجهيزات الرياضية، والثقافية، والترفيهية والتجارية لفائدة ساكنة مدينة أبيدجان. ويشكل المشروع أيضا فرصة تاريخية تمكن الكفاءات الإيفوارية والمغربية بمختلف اختصاصاتها، من العمل يدا في يد لخدمة هدف واحد، وهو ما سيمكن من تعزيز هذا التناسق سواء على المستوى الإقليمي أو القاري. ومن جانبه، قال بول جوردان، الخبير الأمريكي في القضايا التشريعية، أن مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي يشكل دليلا ملموس آخر على الالتزام "المثالي" لرؤية جلالة الملك من أجل بناء إفريقيا، وكذا تجسيدا للالتزام الراسخ لصاحب الجلالة من أجل تشجيع وتقوية التعاون جنوب جنوب، من خلال التركيز بشكل خاص على البلدان الإفريقية، في إطار رؤية استراتيجية تسعى إلى الاستثمار في المشاريع المهيكلة الكبرى والنمو الاقتصادي. ولاحظ هذا الخبير أن "الجولة الحالية لجلالة الملك بالسينغال وغينيا بيساو وكوت ديفوار والغابون، وكذا مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي تلقى تقديرا كبيرا من لدن صناع الرأي العام والمحللين وأصحاب القرار بواشنطن". كما سجل جوردان بول أن هذه الجولة "تندرج في إطار الجهود الحثيثة التي ما فتئ جلالة الملك يبذلها منذ السنوات الأولى لحكمه من أجل تعزيز السلام والاستقرار والرفاهية بالقارة الإفريقية". من جهتها، أشارت صحيفة (هافينغتون بوست) إلى أن الجولة الملكية تتفرد بÜ"التزام على جميع المستويات بتكثيف التعاون مع بلدان القارة"، في إطار دينامية استباقية تحظى بإعجاب الولاياتالمتحدة، التي ترى فيها "مقاربة منهجية تحمل فرصا واعدة للتنمية المستدامة بهذا الجزء من العالم".