أكد الخبير الأمريكي، جوردان بول، أن مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا، أمس الأربعاء بأبيدجان حفل تقديمه، يشكل دليلا ملموسا آخر على الالتزام "المثالي" لرؤية جلالة الملك من أجل بناء إفريقيا. فيما أكد بيتر فام، مدير أفريكا سانتر، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن أهمية هذا المشروع تبرز الرؤية الإفريقية لجلالة الملك الحريصة على إدراج التنمية المستدامة في بعد حضري يسهر على ضمان رفاهية الأفراد في سياق منسجم يعطي الأولوية للتوازن البيئي. وأبرز فام، صاحب العديد من الإسهامات الاستراتيجية حول إفريقيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذا المشروع، الذي يتميز بجرأة كبيرة على مستوى التخطيط الحضري، تماشيا مع إعادة تأهيل اقتصاد كوت ديفوار، يبرز الاستراتيجية الإفريقية للمغرب، تحت قيادة جلالة الملك في إطار التعاون جنوب-جنوب، الذي يقوم على الاحترام المتبادل وتقاسم المعرفة".
ولاحظ أن الأمر يتعلق ب"مشروع ذكي يحرص على الاحترام الدقيق للتخطيط الحضري والتنمية الاقتصادية، وذلك في إطار بيئة إيكولوجية منسجمة"، مشيرا إلى أن هذه الفلسفة هي التي تميز استراتيجية المملكة بالقارة، "التي تستحق الدعم والتشجيع من قبل الشكاء الدوليين".
من جانب آخر، توقف فام عند جانب آخر يميز مشروع خليج كوكودي، في إشارة إلى "الانخراط الكامل للساكنة المحلية في بلورته وتفعيله، الأمر الذي يعزز مردوديته واستمراريته على المدى البعيد، في إطار سوسيو اقتصادي مربح للجميع، وواقعي وقادر على بث دينامية تقدم وازدهار المجتمع".
وكان بيتر فام قد أكد في مقال تحليلي نشرته مؤخرا صحيفة (دو هيل) الأمريكية، التي يصدرها الكونغرس، أن المغرب يقترح حلولا ملموسة للتحديات التي تعترض إفريقيا، باعتباره "شريكا حقيقيا" على مستوى القارة، وفاعلا أساسيا في مجال التنمية المستدامة والأمن الإقليمي.
من جانبه أكد الخبير الأمريكي، جوردان بول، أن مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، يشكل دليلا ملموس آخر على الالتزام "المثالي" لرؤية جلالة الملك من أجل بناء إفريقيا.
وأشار بول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن "مشروع خليج كوكودي يشكل أيضا تجسيدا للالتزام الراسخ لجلالة الملك من أجل تشجيع وتقوية التعاون جنوب جنوب، من خلال التركيز بشكل خاص على البلدان الإفريقية، في إطار رؤية استراتيجية تسعى إلى الاستثمار في المشاريع المهيكلة الكبرى والنمو الاقتصادي".
ولاحظ هذا الخبير، المتخصص في قضايا التشريعية بالكونغرس الأمريكي، أن "الجولة الحالية لجلالة الملك بالسينغال وغينيا بيساو وكوت ديفوار والغابون، وكذا مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي تلقى تقديرا كبيرا من لدن صناع الرأي العام والمحللين وأرباب القرار بواشنطن".
كما سجل جوردان بول أن هذه الجولة "تندرج في إطار الجهود الحثيثة التي ما فتئ جلالة الملك يبذلها منذ السنوات الأولى لحكمه من أجل تعزيز السلام والاستقرار والرفاهية بالقارة الإفريقية".
ويهم هذا المشروع، الذي تم إعداده تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى حماية وتثمين خليج كوكودي وإعادة التأهيل الإيكولوجي للخليج وبحيرة إبريي، إنجاز سد ومنشآت هيدروليكية وبحرية، وإنشاء البنيات التحتية الطرقية، ومنشآت الولوج وقناة، فضلا عن إنجاز مارينا وحديقة حضرية ومسالك مجهزة للتجول. كما يروم المشروع، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 7ر1 مليار درهم (100 مليار فرنك إفريقي)، تطوير برنامج طموح لإنجاز التجهيزات الرياضية، والثقافية، والترفيهية والتجارية لفائدة ساكنة مدينة أبيدجان.
ويشكل المشروع فرصة تاريخية تمكن الكفاءات الإيفوارية والمغربية بمختلف اختصاصاتها، من العمل يدا في يد لخدمة هدف واحد، وهو ما سيمكن من تعزيز هذا التناسق سواء على المستوى الإقليمي أو القاري.