من الأكيد أن زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لأبيدجان تشكل محطة تاريخية هامة للنهوض بمشروع حماية وتثمين خليج كوكودي "جوهرة أبيدجان "،الذي ترأس جلالة الملك والرئيس الإيفواري أمس الأربعاء أبيدجان حفل تقديمه. وكان هذا الخليج يعاني من تدهور بيئي خطير بسبب التلوث الكبير والفيضانات المتكررة وتسارع وتيرة زحف الرمال بفعل التعمير المكثف لحوض غورو. كما أن هذا المشروع ، وبفضل مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الحسن واتارا ، يشكل مناسبة تاريخية تمكن الخبرات الإيفوارية والمغربية ، في مختلف التخصصات، من العمل سويا من أجل تحقيق هدف مشترك، وبالتالي تعزيز التكامل إن على المستوى الجهوي أو القاري. فخلال الزيارة الرسمية لأبيدجان في فبراير 2014 أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته لكي تضع المؤسسة العمومية المغربية "ماريشكا ميد" خبرتها رهن إشارة الحكومة الإيفوارية وتقوم بدراسة بيئية لبحيرة إبريي وخليج كوكودي . وبالفعل ، وتجسيدا لإرادة جلالة الملك والرئيس واتارا في تعزيز العلاقات بين الشعبين من خلال نموذج متميز للتعاون جنوب جنوب، بلورت مؤسسة "ماريشكا ميد" ، في ظرف 40 يوما، مشروعا لحماية وتثمين خليج كوكودي المندمج الذي تم إعداده بتعاون وثيق وتنسيق تام مع الهيئات الإيفوارية، علما بأن هذا المشروع يروم ، بالدرجة الأولى ، إيجاد حل مستدام لإشكالية تلوث الخليج وحوضه . وفي يناير 2015 أعطت الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس الحسن واتارا لمراكش دفعة جديدة لهذا المشروع حيث تم توقيع اتفاقيتين لإنجاز وتمويل المشروع وشكلت لجنة مغربية إفوارية لهذا الغرض كما تم وضع خطة عملية مبتكرة. وبذلك تتولى "ماريشكا ميد" دعم صاحب المشروع والسهر على حسن تنفيذه ، أما الجوانب التقنية لتنفيذ المشروع فسيتولاها في إطار شراكة مكتبان للدراسات مغربي وإيفواري ،"سيد" و"بنيتد"، على أن تتكفل مجموعة "التجاري وفابنك" وفرعها الإيفواري بالتركيبة المالية للمشروع والمقدرة ب100 مليار فرنك إفريقي. ويطمح المشروع، من خلال منهجيته التشاركية سواء في تصوره أو في إنجازه وقيم التنمية المستدامة التي ينطوي عليها ، لأن يكون مشروعا نموذجيا يعطي مضمونا لشراكة مثالية بين البلدين الشقيقين. وسيستفيد خليج كوكودي ، الموقع ذي المكانة البارزة جدا في أبيدجان، في إطار المشروع ، من بناء جسور وبنيات تحتية طرقية وإنجاز منشآت مينائية وكذا تطوير منتزه عمومي. كما يشمل المشروع إجراءات للحماية من الفيضانات من خلال إعادة تأهيل المنشآت القائمة وبناء سدود جديدة. وستتم تهيئة ضفة الهضبة لتكون فضاءات عمومية ذات جودة وجاذبية إضافة إلى مارينا وأماكن للاسترخاء ومطاعم. وبالقرب من المارينا ستحتضن "دار العاج" برنامجا حافلا بالأنشطة الثقافية والتجارية موجه للترويج لمختلف جوانب الخبرة والمهارة الإيفوارية. كما يطمح المشروع ، الذي يندرج ضمن رؤية شاملة ، إلى إعادة تهيئة خليج كوكودي كفضاء للعيش في خدمة المواطنين. ولأنه يوجد في وسط أبيدجان ، قلب الأمة النابض ، فإن المشروع سيشكل عند إنجازه ، رمزا لإفريقيا مفعمة بالحيوية ومتوهجة ومنفتحة على مستقبلها. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)