استعرض الصديقي، في ندوة جهوية لدعم المبادرات الخاصة في مجال التشغيل، نظمتها مساء الجمعة الماضي عمالة إقليمالحوز، بشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات، بمقر عمالة الحوز بتحناوت، حول موضوع "الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات شريك في المبادرات المحلية"، مختلف الآليات، التي وضعتها السلطات العمومية لدعم المبادرات الموجهة للشباب، مشيرا إلى مرتكزات الاستراتيجية الوطنية، التي ستحظى بموافقة الحكومة في الأسابيع المقبلة. وتطرق الوزير إلى الدور المستقبلي للجهة في مجال التشغيل، وإمكانية مساهمته في التقليل من البطالة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. من جانبه، قال أنس الدكالي، المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات، إن المبادرة المحلية المرتكزة على اعتماد المقاربة التشاركية كمنهاج عمل جماعي لإنتاج أفكار بناءة ومبتكرة من أجل خلق فرص للشغل، تعتبر من أبرز مقومات التنمية المحلية، بالنظر الى أن المجال المحلي أصبح الإطار الأنجح لطرح القضايا الأساسية للتنمية، والمجال المتميز للتعبير عن الإشكاليات والسمات البارزة للسياسة الاقتصادية، في علاقاتها مع خصوصية الجهات المكونة للاقتصاد الوطني. وأكد الدكالي على دور الوكالة، باعتبارها أداة من أدوات فك العزلة عن الشباب، سواء تعلق الأمر بحاملي الشهادات أو الشباب الذين يتوفرون على أفكار ومهارات تخولهم الإدماج في سوق الشغل. في السياق نفسه، أبرز الكاتب العام لعمالة إقليمالحوز، في كلمة ألقاها نيابة عن العامل، الاستراتيجية الإقليمية لإنعاش التشغيل بإقليمالحوز، التي ترتكز على محورين أساسيين، يروم الأول تفعيل مقاربات تشاركية، تنخرط فيها جل الفعاليات من قطاعات حكومية، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، إلى جانب المجالس المنتخبة، لدراسة وتمويل وتأهيل طالبي العمل، بغية تقوية قدراتهم للاستجابة لمتطلبات سوق الشغل. وسجل في هذا الباب تكوين 150 شابا وشابة سنة 2013 في مهن مختلفة (نجارة، خشب، كهرباء الإنشاءات، وخياطة)، موضحا أن حوالي 80 في المائة تمكنوا من الاندماج في سوق التشغيل. أما المحور الثاني فيعتمد على التكوين الموجه لإعداد المقاولين الشباب، مع إحداث آليات تمويل تخصص لوسائل الإنتاج، تنبني على مبدأ احتضان المقاولة الناشئة لفترة من سنة إلى سنتين، ما سيمكن شباب الإقليم من خلق مقاولات قادرة على الإنتاج وفق الخصوصيات التي يتسم بها الإقليم. واعتبر رئيس المجلس الإقليمي للحوز أن التكوين يشكل أبرز الإكراهات أمام الشباب حاملي الشهادات، مشددا على ضرورة إيجاد صيغة لتمكينهم من التكوين، خصوصا في المجالات التي تميز الإقليم، كالسياحة الجبلية. بدوره، أكد رئيس الفضاء الجمعوي بإقليمالحوز على ضرورة اهتمام الوزارة بإقليمالحوز، وىإنشاء معهد للتكنولوجيا التطبيقية بالإقليم، وفتح شعب جديدة بمراكز التكوين المهني بالإقليم، لتشمل المحاسبة والإعلاميات والميكانيك، وشعب أخرى تقنية. وتدخل هذه الندوة ضمن برنامج "المبادرات المحلية في خدمة التشغيل الذي أطلقته وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية سنة 2014 من إقليمجرسيف، مرورا عبر أقاليم تازة، وسيدي سليمان، والرشدية، والحوز، ومنه الى أقاليم أخرى، في إطار تعميم البرنامج على عمالات وأقاليم المملكة. واختتمت الندوة بتوقيع خمس اتفاقيات بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وشركائها في القطاعين الخاص والعام، تندرج في إطار دعم ومواكبة الشباب حاملي المشاريع وتشجيع التشغيل الذاتي بالإقليم. ويتعلق الأمر باتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات واللجنة الإقليمة للتنمية البشرية بالحوز، واتفاقية شراكة بين الوكالة والفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية للحوز، واتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية والمركب السياحي "دومين أمنار"، واتفاقية شراكة بين الوكالة والمركب السوسيو رياضي "دومين ورياضات"، واتفاقية شراكة بين الوكالة و"بيش كموبر". وتهدف هذه المبادرات إلى دعم قابلية تشغيل الشباب، عن طريق التكوين التأهيلي ودعم التشغيل الذاتي، عبر شراكات محلية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأخرى جهوية مع فاعلين جهويين، بالإضافة إلى تعزيز سياسة القرب، بفتح وكالات ملحقة وفضاءات للتشغيل.