تتطلب تبني مقاربة تتميز بالواقعية والجرأة والابتكار قال وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي إن قضية تشغيل الشباب تشكل أولوية وطنية بامتياز، وتتطلب تبني مقاربة تتميز بالواقعية والجرأة والتجديد والابتكار في الاقتراحات وتأخذ بعين الاعتبار السياق الذي يطبع كل مجال ترابي على حدة. وأبرز الصديقي في ندوة يوم الجمعة بتاحناوت (إقليمالحوز) حول موضوع "الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات شريك في المبادرات المحلية"، أن قضية التشغيل وبالأخص تشغيل الشباب، ذات طابع بنيوي وتمثل أولوية وطنية بامتياز، وتعني كل الدوائر الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي، فإن معالجتها تستدعي تبني مقاربة تتميز بالواقعية والجرأة والتجديد والابتكار في الاقتراحات وتأخذ بعين الاعتبار السياق الذي يطبع كل مجال ترابي على حدة. وأشار الوزير، في هذا السياق، الى ضرورة أن تترجم هذه الأولوية الرغبة الأكيدة للاستجابة لتطلعات الشباب المغربي والتي ما فتئ يعبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوضوح. واستعرض مختلف الآليات التي وضعتها السلطات العمومية بهدف دعم المبادرات الموجهة للشباب، مشيرا إلى مرتكزات الاستراتيجية الوطنية التي ستحظى بموافقة الحكومة في الأسابيع القليلة القادمة. كما ذكر عبد السلام الصديقي بالدور المستقبلي للجهة في مجال التشغيل وإمكانية مساهمتها في التقليل من ظاهرة البطالة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. من جهته، أكد مدير الوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات أنس الدكالي أن المبادرة المحلية، المرتكزة على اعتماد المقاربة التشاركية كمنهاج عمل جماعي لإنتاج أفكار بناءة ومبتكرة من أجل خلق فرص للشغل، تعتبر من أبرز مقومات التنمية المحلية، على اعتبار أن المجال المحلي أصبح اليوم الإطار الأنجع لطرح القضايا الأساسية للتنمية، كما أنه أضحى المجال المتميز للتعبير عن الإشكاليات والسمات البارزة للسياسة الاقتصادية في علاقاتها مع خصوصية الجهات المكونة للاقتصاد الوطني. وشدد على الدور الهام للوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات باعتبارها أداة من أدوات فك العزلة عن الشباب سواء تعلق الأمر بحاملي الشهادات أو الشباب الذين يتوفرون على أفكار ومهارات تخولهم الإدماج في سوق الشغل. من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الإقليمي للحوز أن التكوين يشكل أبرز الإكراهات التي يواجهها الشباب حاملي الشهادات حيث شدد على ضرورة إيجاد صيغة لتمكينهم من التكوين خصوصا في المجالات التي تميز الإقليم كسياحة الجبلية. أما الكاتب العام لعمالة إقليمالحوز فسلط الضوء على الإستراتيجية الإقليمية لإنعاش التشغيل بالإقليم التي ترتكز على محورين أساسيين، الأول يروم تفعيل مقاربات تشاركية تنخرط فيها جل الفعاليات من قطاعات حكومية وقطاع خاص ومجتمع مدني إلى جانب المجالس المنتخبة، قصد دراسة وتمويل وتأهيل طالبي العمل بغية تقوية قدراتهم للاستجابة لمتطلبات سوق الشغل، حيث سجل في هذا الباب تكوين 150 شاب وشابة سنة 2013 في مهن (نجارة، خشب، كهرباء الإنشاءات، الفصالة والخياطة وغيرها) الذين تمكن ما يقارب 80 في المائة منهم من الاندماج في سوق التشغيل. وأضاف أن المحور الثاني يعتمد على التكوين الموجه لإعداد المقاولين الشباب مع إحداث آليات تمويل تخصص لوسائل الإنتاج التي تتطلبها المشاريع، تنبني على مبدأ احتضان المقاولة الناشئة لفترة من سنة إلى سنتين، مما سيمكن شباب الإقليم من خلق مقاولات قادرة على الإنتاج وفق الخصوصيات التي يتسم بها الإقليم. وألح على ضرورة إدراج الإقليم في المخططات الاستعجالية ذات الأولوية بوزارة التشغيل وكذا المستقبلية، مع الدعوة إلى إحداث مراكز للتكوين بالإقليم تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجال. وتوجت هذه الندوة، بالتوقيع على خمس اتفاقيات شراكة تندرج في إطار دعم ومواكبة الشباب حاملي المشاريع وتشجيع التشغيل الذاتي بالإقليم، بين الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات، وكل من اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية بإقليمالحوز، والفضاء الإقليمي للجمعيات التنموية للحوز، وأحد المركبات السياحية، و السوسيو رياضية، والفندقية.