وقعت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وجامعة القاضي عياض بمراكش ، اليوم الجمعة بمراكش، اتفاقية لخلق "فضاء للتشغيل" مخصص لتوجيه الطلبة وخريجي الجامعة وتحسين الولوج إلى سوق الشغل. وجرى التوقيع على هذه الاتفاقية على هامش حفل اختتام "أسبوع التشغيل للطالب" دورة 2015 ، بحضور وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي. وبموجب هذه الاتفاقية، يلتزم الطرفان بتوحيد جهودهما من أجل إعداد وتوجيه الطلبة وخريجي التعليم العالي من أجل ضمان اندماجهم في الحياة العملية. وتقوم هذه الاتفاقية على مبدأ التكاملية بين الطرفين، كما تهدف بالأساس إلى النهوض بالموارد البشرية عبر التكوين وتنمية الكفاءات. وأوضح السيد الصديقي، في كلمة بالمناسبة، أمام عدد كبير من الطلبة بكلية العلوم السملالية ، أن هذه الاتفاقية تتوخى التعريف بسوق الشغل وحاجياته من ناحية الكفاءات داخل الجامعة في إطار مقاربة تشاركية منفتحة على كافة الأطراف المعنية. وبعد أن ذكر بأولوية التشغيل ضمن سياسة الحكومة، أكد الوزير أن هذا التوجه الذي يندرج في إطار الجهوية الموسعة والإستراتيجية الوطنية للتشغيل، يتعين أن يدعم بمبادرات محلية تراعي الخصوصيات السوسيو اقتصادية الجهوية وتستجيب لرهان ملاءمة التكوين مع التشغيل. وقال الوزير إن الاقتصاد الوطني يزخر بمؤهلات مهمة للتشغيل، مما يستدعي إطلاق دينامية بين الشركاء (الجامعات والفاعلون الاقتصاديون، والمجتمع المدني) من أجل جعل التكوين منطلق تزويد سوق الشغل والأوراش الكبرى المهيكلة بالبلاد بالكفاءات اللازمة. وأكد أن هذا الأمر يتطلب ضرورة حضور الفاعلين الاقتصاديين داخل الجامعة وانفتاح المكونين على الوسط المقاولاتي، قائلا إن مسار التنمية يمر بالضرورة عبر تثمين الموارد البشرية والتكوين المستمر . من جهته، نوه المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات السيد أناس الدكالي، بهذه المبادرة التي تقوم على تقريب الجامعة من سوق الشغل وإضفاء دينامية على التشغيل الذاتي من خلال مواكبة الشباب حاملي المشاريع. وأضاف أن هذه المقاربة تم تبنيها من قبل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وشبكة وكالاتها المحلية ال 75 في إطار مقاربة تشاركية منفتحة على الجماعات المحلية ومؤسسات التكوين والميدان الصناعي والمقاولة، مضيفا أنه سيتم تعميم اتفاقيات لإحداث فضاء للتشغيل تدريجيا على كافة الجامعات المغربية. كما ألح السيد الدكالي على ملاءمة برامج التكوين مع المتطلبات الحقيقية في ما يتعلق بالكفاءات، فضلا عن نشر ثقافة التشغيل الذاتي والنهوض بمشاتل للمقاولات داخل الجامعات، وضرورة ضمان التمويل الملائم للشباب الحاملين للمشاريع. من جهته، أكد رئيس جامعة القاضي عياض السيد عبد اللطيف الميراوي، أن النهوض بالتشغيل يتعين أن يحظى بالأولوية داخل الجامعات من خلال ، على الخصوص، إعادة هيكلة عروض التكوين تماشيا مع متطلبات الاقتصاد الوطني وأوراشه للتنمية القطاعية. وذكر بهذه المناسبة، بالجهود المبذولة من قبل الجامعة لتحديث عرضها في مجال التكوين وملاءمته مع واقع سوق الشغل، مشيرا في هذا السياق، إلى تطوير الكفاءات وتشجيع تعلم اللغات لمواكبة رهانات الاقتصاد المنفتح على المحيط الدولي وتحديد حاجيات الفاعلين في مجال الكفاءات وتحديث دعامات التعليم عبر نظام "مووك". كما تميز هذا اللقاء بتوقيع اتفاقيات أخرى للشراكة بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والاتحاد العام لمقاولات المغرب (جهة مراكش) وشركة "أليانس إي إن ت" وشركة التدبير "ريسورت بركة" وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين. وتهدف هذه التظاهرة التي تنظمها الوكالة كل سنة على المستوى الوطني، إلى تمكين آلاف الطلبة من اكتشاف الفرص التي يتيحها سوق الشغل من جهة، ومدهم بالإرشادات الضرورية لتحسين طرق بحثهم عن شغل من جهة أخرى. كما تسعى إلى تقديم كافة الخدمات التي توفرها الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات لفائدة الباحثين عن عمل وخاصة الخدمات عن بعد، إلى جانب اطلاع الطلبة على معلومات متعلقة بالفرص التي يتيحها سوق الشغل وتزويدهم بنصائح عملية لتطوير الطرق والتقنيات المعتمدة من قبلهم في البحث عن شغل.