أوضح مدير (أفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، بيتر فام، أن "عددا متزايدا من البلدان الإفريقية أصبحت تتوجه إلى المغرب، ليس فقط من أجل استلهام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي احتفلت مؤخرا بالذكرى العاشرة لإطلاقها، بل أيضا كشريك أساسي في التنمية". وذكر في هذا الصدد بأن جلالة الملك محمد السادس كان قد أبرز، خلال زيارته السنة الماضية إلى كوت ديفوار أن "المغرب يلتزم التزاما كاملا بانتمائه الطبيعي لإفريقيا"، وأنه يستوجب وضع التعاون جنوب جنوب في صلب الشراكات الاقتصادية بين البلدان الإفريقية. ولاحظ مدير مجموعة التفكير، التي تعتبر مرجعا في مجال الأعمال على المستوى الدولي، أن الدعوة أتت أكلها بشكل فوري، حيث أن المجموعات الاقتصادية المغربية الكبرى لم تتأخر في تعزيز حضورها بالقارة. وأضاف أن مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة وقعت على اتفاق تعاون مع الحكومة السينغالية لتنفيذ مشروع بقيمة مليوني دولار لتمويل مشروع للصيد التقليدي بخليج دكار. في السياق ذاته، تابع أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أعلنت مؤخرا عن التزام لفائدة 100 ألف من صغار الفلاحين بالمناطق الزراعية بستة بلدان بشرق وغرب إفريقيا، وهو المشروع الذي تبلغ قيمته 5 ملايين دولار ويمتد على 3 سنوات ويضمن ولوجا إلى الأسمدة الفلاحية بأسعار مناسبة، ما سيمكن من رفع كمية المحاصيل وزراعة الأراضي بجودة أكبر وبالتالي تحسين الإنتاجية. وقال إن مؤسستين بنكيتين كبيرتين بالمغرب، ويتعلق الأمر ب "التجاري وفا بنك" و"البنك المغربي للتجارة الخارجية" حاضرتان ب 19 بلدا إفريقيا، مشيرا إلى أن البنك المغربي للتجارة الخارجية يعتبر رائدا في مجال الخدمات المالية لفائدة الطبقة المتوسطة الإفريقية الآخذة في الاتساع. كما أبرز بيتر فام ريادة المملكة، بفضل القيادة والرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، باعتبارها مركزا أساسيا للولوج إلى القارة، سواء من خلال فرص الأعمال أو كفاعل أساسي في جهود مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقرت، ضمن استراتيجيتها الأخيرة للأمن القومي، بتطورات دينامية العلاقات بين أمريكا وإفريقيا، مقترحا على الولاياتالمتحدة الاستفادة مع توسع عدد من البلدان، من قبيل المغرب الذي يتوفر على حلول محلية للتحديات التي تواجهها القارة.