سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء التربية والتعليم المغاربيون يدعون إلى التنسيق للارتقاء بالمدرسة والجامعة والبحث العلمي والابتكار في الدورة الثانية عشرة للمجلس الوزاري المغاربي المنعقدة بالرباط
أبرز المتدخلون، في افتتاح أشغال الدورة الثانية عشرة للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، أمس الخميس بالرباط، أنه رغم الجهود المبذولة في هذا المجال إلا أنها لا ترقى إلى الطموحات. وقال رشيد بلمختار، وزير التربية والوطنية والتكوين المهني، إن النجاح في النهوض بالمنظومات الربوية ممكن، لكن الأفكار التي نطبقها فاشلة"، مشيرا إلى أن التقرير الذي أصدرته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE) حول جودة التعليم، خصوصا في الرياضيات والعلوم، كشف أنه من بين الدول 12 الأولى توجد 6 دول من آسيا من بينها "فيتنام" التي تهدم اقتصادها وكانت تعيش أزمة كبيرة، وأصبحت الآن تحتل الصدارة بين دول متقدمة كأمريكا وفرنسا والعديد من الدول الأوروبية، متسائلا "لماذا استطاعت تلك الدول ولم نستطع نحن؟". وأضاف بلمختار "إذا نظرنا إلى الدول التي توجد في آخر اللائحة نجد، مع الأسف، دولا عربية لا تعطي المعلومات حول تعليمها، حيث تونس في الرتبة 64 والمغرب في الرتبة 73 من أصل 76 دولة"، مؤكدا ضرورة إيلاء أهمية كبرى لهذه المعطيات والأرقام، لأن هناك إمكانيات هائلة تُمكّن من الوصول إلى جودة التعليم. من جهته، أبرز الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحاجة الملحة إلى بذل مزيد من الجهود لتلبية تطلعات الأجيال الصاعدة في المغرب العربي لبناء ذاتها وتأمين مستقبلها، وهو ما لا يتحقق إلا عبر تعليم وتكوين جيدين، يناسبان متطلبات سوق الشغل ويضمنان التشغيل الذي يحصن من البطالة والتهميش ويوفر المستوى اللائق من العيش الكريم ويسهم في النهوض والتقدم الذي تسعى إليه دولنا وتطمح إليه شعوبنا وفي مقدمتها الشباب. وأكد بن يحيى أن التعليم بكافة مراحله وجميع تخصصاته شكل ومازال يشكل في المغرب العربي، سواء دول أو اتحاد، الرهان الكبير في هذا التوجه، مبرزا أن كسب هذا الرهان ما يزال عصيبا، بسبب تضافر ثلاثة تحديات كبرى، يضيف الأمين العام، وهي ضعف مستوى التعليم وضرورة مراجعة مناهجه التربوية، وعدم ملاءمة مناهج التعليم ونوعيته لسوق الشغل في الفضاء المغاربي، وضعف مستوى البحث العلمي والابتكار، الذي ما يزال متواضعا في البلدان المغاربية بسبب تواضع التشجيع وضآلة ما يخصص له من موارد، داعيا المجلس إلى الاهتمام وتعميق التفكير بهذه التحديات الثلاث. ونوه الأمين العام، بالدور الفاعل الذي تقوم به المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، عضو مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي، في سبيل النهوض بمؤسسات اتحاد المغرب العربي وتنشيطها لترقى بالعمل المغاربي المشترك إلى ما تطمح إليه شعوب المنطقة من رخاء وتنمية وازدهار. وفي مداخلة له بالمناسبة، أبرز فتحي عبد الحفيظ أحمد، وزير التعليم الليبي، أن المعطيات تفيد أن تعليم الريادة ليس جيدا في المنطقة المغاربية وأنه متدني، داعيا إلى الاهتمام بتعليم الريادة، لأنه مرتبط بشكل مباشر بالاستقرار والتنمية في بلداننا. وأضاف أنه ينبغي إيلاء اهتمام أكثر إلى تطوير المناهج من خلال تضمينها لروح المواطنة والتعايش والتسامح وقبول الآخر. من جهته، عبر شهاب بودن، وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، عن ارتياحه للأهمية التي توليها البلدان المغاربية للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، لكن، بالمقابل، يضيف الوزير، الحصيلة المسجلة ما تزال بعيدة عن طموحاتنا في تحقيق تعاون وشراكة فعلية بين الأقطار المغاربية في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي. واعتبر الوزير التونسي أن ذلك يرجع إلى غياب إطار استراتيجي للعمل المغاربي المشترك في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي. ويرى الوزير أن الإطار الاستراتيجي المقترح ينبغي أن يرتكز على مجموعة من الخطوات، من بينها تثمين مكتسبات التعاون الثنائي الحاصلة بين البلدان المغاربية، والأخذ بعيم الاعتبار ما تشهده المنطقة المغاربية من تحديات في مختلف الميادين، ومواكبة المستجدات العلمية والتكنولوجية في بقية بلدان العالم الأكثر تقدما، والتقريب بين منظومات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بمختلف الأقطار المغاربية. وفي مداخلة له بالمناسبة، قال القائم بالأعمال بسفارة الجزائر بالرباط، عامر بتقة، " إننا نسجل بارتياح ما حققناه من إنجازات على صعيد العمل المغاربي المشترك، وإننا نطمح إلى المزيد، من خلال تفعيل كل العمليات التي سطرناها في هذا الإطار، والتي مازالت لا تعكس، كليا، ضخامة القدرات والطاقات التي تزخر بها بلداننا المغاربية"، داعيا إلى ولوج آفاق جديدة من التبادل والتعاون، بغية بلوغ مستويات متقدمة من الانسجام والتكامل بين الأنساق التربوية والتعليمية، بما يحقق طموح الأسرة التربوية المغاربية في التكوين النوعي والتعليم المتميز والتربية على المواطنة. وأكد على أن رهانات النوعية والجودة وتحديات العولمة باتت تتطلب أكثر من أي وقت مضى، الاستثمار في التربية والتعليم والبحث والابتكار. من جهته، دعا سيدي ولد سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني، إلى تسريع وتيرة التوأمة بين مؤسسات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في الأقطار المغاربية، وتشييد اتحاد الجامعات المغاربية، الذي سيلبي مطمحا كبيرا للأجيال المتعلمة، كما دعا إلى العمل بجد من أجل إقامة فضاء جامعي مغاربي يقرب المسارات ويوحد المناهج، وييسر حركية الباحثين والأساتذة والطلبة في فضاء مغاربي يحقق الاندماج والتكامل بين جميع مكوناته في مجال التربية والتعليم العالي والبحث العلمي. يشار إلى أن العمل المغاربي المشترك في مجال التربية والتعليم العالي والبحث العلمي قد شهد منذ الدورة الأخيرة، عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بمقر الأمانة العامة ومختلف المدن المغاربية، أسفرت في مجال التربية، عن التقريب بين مناهج التعليم الأساسي في المواد الاجتماعية واللغات الأجنبية، واقتراح كخطوة قادمة، إعداد وثيقة مغاربية حول الكتاب المدرسي على صعيد كل بلدان دول الاتحاد وتبادلها، في أفق عقد اجتماع اللجنة الفنية لإعداد مشروع تصور للكتاب المدرسي للمواد الاجتماعية في دول الاتحاد.