في إطار الاحتفال بالسنة الدولية للشباب التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين، نظم أخيرا بمدينة طرابلس بالجماهيرية العربية الليبية العظمى الدورة الأولى للجامعة الصيفية المغاربية العربية الليبية للشباب تحت شعار « الفضاء المغاربي ... نعمل لنكون « بتنسيق بين المنظمة الوطنية للشباب الليبي واللجنة الشعبية العامة للتعليم والبحث العلمي والأمانة العامة لاتحاد دول المغرب العربي، بمشاركة 110 شاب بمعدل 20 شاب من كل دولة من دول المغرب العربي، وشباب من دول المهجر، شكلوا منتدى الجامعة المغاربية والذي يتألف من ممثلين عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي والجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم ووزارات التعليم العالي في البلدان المغاربية والأكاديميين ومن مندوبي المنظمات الشبابية المغاربية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا المغرب العربي وممثلين عن الطلبة والشباب المغاربي المتفوق بالمهجر. وقد حضور منظمة الشبيبة الاستقلالية بهذه الجامعة حضورا قويا، ونوعيا، حيث كانت المنظمة الشبابية المغربية الوحيدة المشاركة في هذه الدورة بوفد يمثل جهات المغرب يتكون من الإخوة :أمينة حلمي، عادل بوزيدي عضو المكتب التنفيذي، خالد كلوش عضو اللجنة المركزية للمنظمة من جهة سوس ماسة درعة، الأخت أسماء أكزيو كاتبة فرع المنظمة بالحاجب عن جهة مكناس تافيلالت، و الذين ساهموا في تنشيط مختلف الفقرات والمواد والندوات والورشات في البرنامج العام للجامعة عن طريق المساهمة في التأطير وإبداء رأي منظمة الشبيبة الاستقلالية في جميع القضايا، وإثراء النقاش بشكل جدي وفعال يواكب المستوى العالي الذي شهدته مختلف نقاشات الجامعة المغاربية. ويندرج تنظيم الجامعة الصيفية المغاربية في إطار مجموعة مبادرات، تهدف إعطاء مضمون واقعي ملموس لمفهوم الفضاء الجامعي المغاربي بتعبئة المشاركة النشيطة للجامعات والطلاب على امتلاك أوسع لأهداف وقيم والرهانات التعليمية والثقافية والاجتماعية لبناء مغرب عربي قريب من اهتمامات وانتظارات الشباب، ولتكوين منتدى شبابي للحوار والنقاش العلمي الجاد والرصين لرصد إيقاعات دينامية تطور المجتمع المغاربي ومستجداته وبتاءاته تربويا وإعلاميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، في إطار مقاربات تشخيصية تحليلية تتوخى طرح الإشكاليات ومحاولة الإجابة عنها وفق منظور وحدوي مغاربي مندمج يستطلع الحلول المناسبة والناجحة، والوصول إلى اقتراحات وطروحات عملية تستشرف الآفاق المستقبلية وفتح منظور جديد لتعزيز التفاهم بين الطلاب والشباب المغاربيين وإزالة الحدود الوطنية وخلق شعور بالوحدة المغاربية وتعزيز البناء المغاربي في مختلف مجالاته وتبادل الخبرات التعليمية والعلمية والتقنيات المتقدمة في مجال التعليم الجامعي بالبلدان المغاربية. بالإضافة إلى المساعدة في بناء ثقافة تكنولوجية للمستفيدين من دورات الجامعة الصيفية وتوطيد وتوسيع التعاون المغاربي حسب ما جاء في أهم المداخلات المقدمة لمختلف المشاركين والمشاركات في الجامعة من جميع الأقطار المغاربية. ولهذا الغرض فقد تم خلال هذه الدورة تنظيم محاضرات تثقيفية وتربوية وأوراش عمل مناقشات في المواضيع التي تمس دول المغرب العربي خصوصا، وامتدادها العربي-الإفريقي بمساهمة أساتذة واختصاصيين من مختلف دول المغرب العربي ومشاركة مؤسسات اتحاد المغرب العربي وخاصة الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم، بغرض فتح باب النقاش مع الجهات المعنية والشباب المغاربي المشارك. وعرفت الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى التي احتضنتها مدرجات كلية الهندسية بجامعة الفاتح بطرابلس حضور السيد محمد ولد المختار مدير إدارة الموارد البشرية بالأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي والسيد عبد الكبير الفاخري أمين اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بالجماهيرية العظمى، والسيد عبدالهادي الحويج الأمين العام للمنظمة الوطنية للشباب الليبي منسق الدورة الأولى، والذين أكدوا مجتمعين على أهمية بذل المزيد من الجهود من قبل الشباب المغاربي على مختلف المستويات من أجل التنمية البشرية، مؤكدين أن العالم يتحول إلى اقتصاد مبني على المعرفة من خلال أدوات التعليم المختلفة، وداعين إلى أن تكون هذه الجامعة إيجابية تتعمق فيها الصلات المغاربية ويتكون من خلالها التعاون المثمر المشترك من أجل الوقوف أمام المشكلات والتحديات والصعوبات التي تواجه الشباب المغاربي في الداخل وفي المهجر. واختتمت أشغال الدورة الأولى بإصدار إعلان طرابلس للشباب المغاربي، الذي دعا فيه المشاركون قادة اتحاد المغرب العربي إلى الحرص على تنفيذ الاتفاقيات المغاربية الموقعة، والتأكيد على أهمية إنجاز الإستراتيجية المغاربية حول السياسات الشبابية، وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الشباب المغاربي بالمهجر كشريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة بمنطقة المغرب العربي. ومنح الجامعة الصيفية المغاربية للشباب صفة مراقب في اجتماعات وزراء التعليم العالي والشباب والثقافة والتشغيل والشؤون الاجتماعية والإعلام؛ لاستعراض خلاصات ونتائج دورات الجامعة ضمن جدول أعمال هذه الاجتماعات. كما وجه المشاركون رسائل لقادة دول المغرب العربي يناشدونهم من خلالها إلى تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي والتعجيل بعقد الدورة السابعة لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي. ثم وزعت شهادات المشاركة في الدورة الأولى للجامعة وجوائز رمزية للفائزين في المباريات الرياضية والثقافية والفنية. وقد حصلت منظمة الشبيبة الاستقلالية على عضوية لجنة التنسيق للجامعة الصيفية المغاربية إلى جانب ممثل عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، للسهر على دورية تنظيم هذه الجامعة التي ستعقد دورتها الثانية بالجمهورية التونسية السنة القادمة.