أجمع وزراء التربية الوطنية والتعليم بالبلدان المغاربية على ضرورة تنمية الموارد البشرية في مجالات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والثقافة، والبيئة، والإعلام (كرتوش) وأيضا التكوين والبحث العلمي، والشغل والشؤون الاجتماعية والصحة، والإقامة وتنقل الأشخاص، وشؤون الجالية المغاربية. وأبرز الوزراء، في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة عشرة للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية باتحاد دول المغرب العربي، أمس الأربعاء، بالرباط أن الظرفية الراهنة أصبحت تقتضي العمل المشترك لتطوير العنصر البشري والرقي به، من أجل مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق النمو لشعوب البلدان المغاربية. وقال محمد الفيتوري سوالم، وزير العمل والتأهيل الليبي، إن "العنصر البشري هو المحرك الأساسي في التقدم، وتطويره والارتقاء بأدائه أصبح حتميا من أجل مواجهة التحديات الراهنة، في ظل التنافسية التي يشهدها العالم"، داعيا إلى العمل المشترك لتوسيع العمل المغاربي خدمة لصالح شعوبه، خاصة أن اللجنة الوزارية المغاربية لم تجتمع منذ سنتين. من جهته، دعا منصف بن سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، في مداخلة له، إلى تنسيق الجهود وتكثيفها لتنمية الموارد البشرية بالمغرب العربي. وأضاف أن "بناء الصرح المغاربي خيارنا جميعا ومطمح شعوبنا، وخيار استراتيجي لضمان مواجهة التحديات، وتحقيق النمو والرفاهية لشعوب البلدان المغاربية"، مؤكدا أن المنافسة تقتضي التركيز على العنصر البشري، الذي يعتبر ثروة حقيقية لمواجهة التحديات وتحقيق الرهانات. وأضاف بن سالم أن البلدان المغاربية في حاجة إلى تعزيز التعاون في كل المجالات، خاصة المجال الصحي ومحاربة الأمراض الجديدة والمتجددة، والنهوض بصحة الأم والطفل، وتوفير المستلزمات الطبية. في السياق ذاته، اعتبر عبد اللطيف بابا أحمد، وزير التربية الوطنية الجزائري، في مداخلة له في الجلسة الافتتاحية، أن هذه الدورة تعد "فرصة استراتيجية جديدة، مبنية على أسس موضوعية ومنهجية، تأخذ بعين الاعتبار ما حققته البلدان المغاربية، والتحولات الإقليمية والدولية". وأشار إلى أن اللجنة الوزارية تنتظرها "أمور تكتسي أهمية بالغة، لما يشكله العنصر البشري من تحد استراتيجي في بناء صرح اتحاد المغرب العربي الكبير". وأكد أن العنصر البشري يعد ثروة حقيقية تعقد عليه الآمال في رفع تحديات المستقبل وفي التطور التكنولوجي، خاصة أن المنطقة المغاربية تزخر بطاقات بشرية هائلة، خاصة منها الشباب. واعتبر محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أن هذه الدورة ستكون فرصة للتباحث وتبادل الرأي حول مستقبل المنطقة، خاصة في ظل التحولات التي يعرفها العالم والمنطقة المغاربية، في ظل الأزمة الاقتصادية، التي قال إنها أصبحت تتطلب التفكير بعمق في مستقبل بلدان المغرب العربي. وأضاف أنه "لا يمكن التغاضي عن رغبة شبابنا المغاربيين في الوحدة والعمل المشترك، والتفكير الجماعي في مواجهة الصعوبات المطروحة علينا جميعا". وأكد الوفا أن ما تواجهه البلدان المغاربية وشعوبها من تحديات، في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يتطلب من الجميع المزيد من التآزر والتضامن وتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، مشيرا إلى أن "كل المؤهلات متوفرة لصالح البلدان المغاربية من أجل أن تتلاحم وتتوحد في خدمة لمصلحة شعوبها". وعن الجانب الموريتاني، قال حامد ولد حموني، الوزير المنتدب لدى وزير الدولة المكلف بالتعليم الأساسي، إن العنصر البشري يعتبر المحرك الأساسي لتقدم الأمم ونمو اقتصادياتها، داعيا إلى العمل المشترك من أجل تطويره والارتقاء به لمواجهة التحديات، التي تفرضها المرحلة. وأكد الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، على الاهتمام المغاربي المتزايد بالتنمية البشرية التي تشرف عليها سبعة مجالس وزارية، مبرزا أن "الموارد البشرية هي غاية عملنا المشترك، وفق استراتيجة موضوعية".