قال عزيز الشعري، عضو الجمعية المنظمة، في كلمة بالمناسبة، إن المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي التربوي يشكل فضاء للتفكير في قضايا الفيلم الوثائقي من جهة، وفي علاقاته بالقضايا التربوية من جهة أخرى، ومحطة لمواصلة الرسالة الفنية من خلال الانفتاح على تلاميذ المؤسسات التربوية ونقل قضايا المجتمع إلى الناشئة. وعرف حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها الجمعية بتعاون مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وبدعم من لجنة المهرجانات السينمائية، تكريم النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية نورالدين بوحنيك لمساهماته في تأسيس ودعم استمرارية هذا المهرجان ، وعرض شريط " أشلاء" لمخرجه حكيم بلعباس. وأكد نائب الوزارة المكرم أن الوصول إلى النسخة الخامسة جاء نتيجة مجهودات جميع الفاعلين والمهتمين الذين ساهموا في بلورة فكرة تأسيس المهرجان الذي أضحى موعدا سنويا ضمن خريطة المهرجانات السينمائية بالمغرب. واعتبر أن المهرجان فضلا عن كونه إبداعا فنيا يساهم في ترسيخ ثقافة الصورة وإكساب مهارة تفكيك لغتها داخل المدرسة المغربية، يشكل فضاء يخدم القضايا الإنسانية النبيلة وتعزيز قيم الجمال. ويدخل تنظيم هذا المهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية بعد غد الأحد، ضمن خارطة المهرجانات الوطنية المدعمة من طرف لجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي المغربي باعتباره فضاء مفتوحا في وجه جميع الفاعلين بالإقليم لتحقيق الأهداف الفنية والتربوية الموجهة لفائدة التلاميذ من أجل الانفتاح والإبداع. ويسعى المهرجان، الذي يستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية بأسلاك الابتدائي و الإعدادي والثانوي، إلى دمج الوسائل السمعية البصرية في المنظومة التربوية باعتبارها عاملا أساسيا للارتقاء بالأداء التعليمي، وخلق ثقافة سينمائية لدى المتعلمين ومساعدتهم على فهم دلالة الصورة وتحليل الخطاب السينمائي ومقاصده. كما يروم المهرجان، الذي سيعرف مشاركة تلاميذ من مؤسسات تعليمية محلية ووطنية، تمكين التلاميذ من آليات التعبير السينمائي وقدرات توظيف اللغة السينمائية كدعامة لطرح قضايا العاملين بالقطاع التربوي بالمدن وبالقرى. وتشكل دورة هذه السنة من المهرجان مناسبة لتحقيق امتدادات إضافية من حيث عدد المشاركين وطرح قضايا تربوية، واقتراح حلول للإشكالات التي تعيق عملية التعلم داخل الفصول الدراسية أو خارجها. وتتنافس على جوائز هذه الدورة من المهرجان 10 أشرطة، تم انتقاؤها من طرف لجنة متخصصة، وتشمل "زيارة لقلعة أكادير أوفلا " لمخرجه محمد طبيعي من مولاي يعقوب، و"حرفة الفن والإبداع" لمخرجته وفاء أزدود من شفشاون و"شجرة الحياة" لحسن عميمي من شيشاوة، و"فيب-بيب" للشرقي بكرين من خريبكة، و"كيو كناوة" لعبد الحكيم اجعواني من الصويرة . كما تضم هذه الأشرطة "التوأم لغز التشابه" لمخرجه ملوك عمر من السمارة، و"التنوع البيولوجي والجيولوجي" لحافظ الميرجي و"فيروس العصر" لإلياس لمحرزي من طانطان و"كلام لهشومة" لمحمد برادة من تطوان، و"المتخيل المغربي" لأناس العيسي وعبد المجيد سلمو من سطات. وسيترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذه الدورة، الناقد السينمائي خليل الدامون، وتضم في عضويتها كلا من عبدا لله المركي وسعيد المزواري . ويتضمن برنامج الدورة بالإضافة إلى تقديم العروض الفنية تنظيم لقاءين فكريين في مجال السينما الوثائقية حول "مقومات الكتابة السينمائية في الشريط الوثائقي" و"السينما الوثائقية والعملية التعليمية الفيلم الوثائقي بين التوثيق والتخييل".