تستعد مدينة خريبكة من 26 إلى 29 أكتوبر الجاري، لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمشاركة 11 دولة هي المغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، فلسطين، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا. أعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان (خاص) وستحتفي الدورة الثالثة للمهرجان، التي ستنظم فعالياتها بالمركب الثقافي بمدينة خريبكة، تحت شعار "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، بإيطاليا، التي ستكون ضيف شرف الدورة، من خلال عقد ندوة حول السينما الإيطالية الوثائقية، من تنشيط مديرة المركز الثقافي الإيطالي، أنا باستوري، والمخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني. وفي هذا السياق، قال مدير مهرجان خريبكة للفيلم الوثائقي، بوشعيب المسعودي، إن اختيار إيطاليا ضيف شرف للدورة الثالثة للمهرجان يعود، بالإضافة إلى التقليد، الذي نهجه المهرجان في دورتيه السابقتين، حيث استضاف في دورته الأولى فلسطين، والثانية سوريا، إلى العلاقة المتميزة التي تربط المغرب بإيطاليا عموما، وبمدينة خريبكة خصوصا، إذ أن أغلب المهاجرين المغاربة بإيطاليا يتحدرون من مدينة خريبكة ونواحيها، مشيرا في تصريح ل"المغربية" إلى أن اختيار إيطاليا ضيفة للمهرجان لم يأت من فراغ، بل جاء متوافقا مع شعار الدورة "الهجرة في الفيلم الوثائقي". وفي إطار ثقافة الاعتراف، أكد المسعودي أن الدورة الثالثة، ستحتفي بشخصيتين مهتمتين بمجال التوثيق، هما عبد الرزاق لحرش من المغرب، ونبيل العتيبي من الجزيرة الوثائقية من قطر. وفي حديثه عن أهداف المهرجان، أكد المسعودي أن الجمعية المنظمة بدعم من المركز السينمائي المغربي، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمركز الثقافي الايطالي، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، وبتعاون مع عمالة إقليمخريبكة والجماعة الحضرية، تسعى إلى دعم الفيلم الوثائقي بالمغرب والعالم العربي، من خلال خلق فضاء يلم شمل كل المهتمين بالفيلم الوثائقي في العلم العربي، ويمد جسور التواصل بين المخرجين المغاربة والعرب والأوروبيين والأمريكيين، في إطار التبادل الثقافي والفني، الذي من شانه أن يغني تجارب المخرجين المغاربة، مضيفا أن المهرجان يهدف أيضا، إلى تشجيع السينمائيين الشباب على الاهتمام بالفيلم الوثائقي، الذي يعاني مشاكل كثيرة. وأوضح المسعودي، أن الفيلم الوثائقي المغربي مازال يعيش بعض المشاكل، رغم تطوره في الآونة الأخيرة، بفضل الجهود التي يقوم بها بعض المخرجين المغاربة، للنهوض بهذا النوع من الأفلام، والمبادرات التي يقوم بها، المركز السينمائي المغربي لتشجيع الفيلم الوثائقي، مشيرا إلى أن المركز عمد في الآونة الأخيرة إلى إشراك الأفلام الوثائقية في مختلف المهرجانات الوطنية، خصوصا المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث توجت أفلام وثائقية مغربية عديدة بجوائز مختلفة، نذكر منها الجائزة الكبرى لحكيم بلعباس عن فيلمه "أشلاء"، وجائزة خمسينية السينما المغربية لليلى كيلاني عن فيلمها "أماكننا الممنوعة"، الذي حصل أيضا، على العديد من الجوائز الدولية. وفي حديثه عن المشاكل، التي يعانيها الفيلم الوثائقي، أكد المسعودي أن السينما الوثائقية المغربية مازالت تعاني مشاكل الإنتاج والتوزيع، موضحا أن الفيلم الوثائقي مازال محروما من الدعم الذي يستفيد منه الفيلم الروائي، كما أنه مازال يجد صعوبة في العرض، خصوصا بالقاعات السينمائية، التي لم تعترف بعد بهذا النوع من الأفلام. ولعل هذا ما يجعل أغلبية المخرجين، حسب المسعودي، يعزفون عن خوض تجربة الفيلم الوثائقي، مشيرا إلى أنه لا يقل أهمية عن الفيلم الروائي، رغم أن بعض المخرجين يرونه ناقصا، ويعتقدون أنه ولا يحتاج إلى سيناريو، ويكفي أن يركز المخرج على الإعداد وجمع المعلومات وإجراء المقابلات، والاستعانة بالتعليق الصوتي. من جهة أخرى، أفاد المنظمون، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنهم اختاروا 11 فيلما وثائقيا، من بين 72 فيلما من 11 دولة، ويتعلق الأمر ب "دورة من السياج" لسيباستيان ويلمانس من بلجيكا، و"الحرگة" لليلى الشايبي من تونس، و"الأزمنة الجديدة" لجورج دورادو من إسبانيا، و"أمازيغ مصر" لداود حسن من مصر، و"السينما الجزائرية - نفس جديد" لمونا مدور من الجزائر، و"مسار جمال عزيز الناصري" لمحمد الغزاوي من المغرب، و"حلم نساء" لمحمد نبيل من ألمانيا، و"بين الجبال السود" لفيرجيني هوفمان من فرنسا، و"المحطة القادمة لأمبيدوزا" لنيكولا إنكريسانو من إيطاليا، و"گاع لي بغيت" لميشال ميدنا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومضيف الشهداء لمحمد فايق جرادة من فلسطين. وستتبارى أفلام المسابقة الرسمية، حسب البلاغ، على جائزة الإخراج والجائزة الكبرى للمهرجان، اللتين ستعلن عنهما لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، المشكلة من المخرج ورئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية نبيل العتيبي، رئيسا للجنة، والأعضاء، سعيد يقطين، باحث جامعي وناقد من المغرب، وفاطمة يهدي، صحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من المغرب، والمخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني، والمخرج الجزائري، عبد المالك لكون. كما ستمنح الدورة جائزة للنقد، التي ستمنحها لجنة تحكيم خاصة، تتكون من يوسف آيت همو، ناقد وجامعي، وأحمد سجلماسي، ناقد وإعلامي، وخليل الدامون، ناقد ورئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب. وأضافوا أن الدورة ستنظم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، منها ندوة فكرية في موضوع "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، بمشاركة نبيل العتيبي، وسعيد يقطين والمخرجة الإيطالية جيوفانا تافياني، وعبد العزيز عاديدي، مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير والباحث محمد بوحمالة، وهي الندوة التي سيجري نشرها لاحقا في كتاب توثيقي. وندوة حول "تجربة الجزيرة الوثائقية الواقع والآفاق" من تأطير نبيل العتيبي ومحمد بلحاج من الجزيرة الوثائقية، وأمسية شعرية من توقيع الشاعر المغربي إسماعيل زويرق، ومعرضان فنيان في الفن التشكيلي لخدوج السليماني، ومعرض للآلات التصويرية لنجيب مزولي ، كما سيجري عرض شريطين وثائقيين "گاع لي بغيت" للمخرجة ميشال ميدينا، و"تاريخ مقاومة... وكفاح امرأة" للمخرج: عبد العزيز العطار، ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية بمجموعة من المؤسسات التكوينية والتربوية، في إطار تعريف التلاميذ والطلبة بأهمية ووظائف الفيلم الوثائقي في حياتهم التربوية والثقافية والاجتماعية، بحضور عدد من المخرجين المشاركين.