سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مليار درهم سنويا حجم خسائر الاقتصاد الوطني بسبب التقليد مجموعة 'HP' تنظم بالبيضاء لقاء جهويا حول الموضوع بمشاركة دول إفريقية
تجارة التزييف تمتد من قطع الغيار ولإلكترونيك إلى النسيج والجلد
تطرقت نفيسة بلقايد، من المكتب المغربي لحماية الملكية الصناعية، في هذا اللقاء، المنظم أول أمس الأربعاء، من قبل شركة "آش بي" (HP) الرائد العالمي في المجال المعلوماتي، إلى الإطار التشريعي للملكية الصناعية بالمغرب، موضحة أن المكتب يعد مصدرا للمعلومات التقنية والقانونية حول العلامات التجارية، بما يساهم في دعم الابتكار ويؤمن الاستثمار. وأوضحت أن دخول القانون رقم 23-13 حيز التنفيذ في دجنبر 2014، شجع على تسهيل تسجيل العلامات التجارية. ومن جانب آخر أفادت أن دراسة أنجزت سنة 2012، كشفت أن التزييف يهم مجالات تتمثل في تجارة قطع الغيار، ولإلكترونيك، والنسيج، والجلد، وغيرها، وأنه يمثل ما بين 6 و12 مليار درهم، أي ما يعادل 0.7 و1.3 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأفادت أن هذا الوضع يتسبب في ضياع مليار درهم من الضرائب سنويا، إلى جانب ضياع 30 ألف منصب شغل سنويا. محمد الورديني، الكاتب العام لغرفة التجارة والصناعة الدولية بالمغرب، أوضح في مداخلة له، أن الغرفة توجد في 130 بلدا، وتتوفر على 13 لجنة دولية موضوعاتية في مجال التحكيم، وتطبيق القانون الدولي للتجارة، والبيئة والطاقة، والملكية الفكرية، والضرائب، والتجارة، والاستثمار، تنخرط في مكافحة التزييف، وحماية الملكية الفكرية، التي تؤثر سلبا على نقل التكنولوجيا واستفادة الشعوب منها، مبرزا أن هذه الظاهرة تمس بنمو التجارة، وتعصف بالمبادرات الرامية إلى خلق الشروط المواتية للاستثمار المباشر الأجنبي، وتقبر نسبا مهمة من فرص التشغيل. وأعلن أن الغرفة ستنظم قريبا بالمغرب لقاء ستحضره معظم البلدان الإفريقية للحديث عن ظاهرة التزييف. من جهته، تطرق رشيد بهيجة، رئيس مصلحة تنسيق المراقبة بالحدود بإدارة الجمارك المغربية، إلى دور هذه الإدارة في محاربة التزييف على صعيد الحدود الجوية والأرضية والبحرية للمغرب، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين إدارة الجمارك والمقاولات يساهم في تحقيق نتائج إيجابية. وأشار إلى أن إدارة الجمارك تحرص على مراعاة الجانب الأمني والاقتصادي وحماية المستهلك، وأن هذه الإجراءات المعتمدة من قبل هذه الإدارة ترمي إلى حماية المستثمر وتحفيز التنافس من خلال محاربة الغش التجاري، موضحا أن قانون الجمارك، أصبح منذ 2014، ومن خلال الفصل 285 منه، يعتبر التزييف في حكم المخالفة الجمركية، ما يسمح بتحرير محاضر في شأن كل بضاعة مزيفة وحجزها وفرض غرامات على أصحابها وتدميرها. وأوضح نفيسة أن سنة 2014 شهدت حجز 13 طنا من أثواب إحدى العلامات الشهيرة للحقائب النسوية، وشاحنتين محملتين بصابون مغربي قادمة من الصين، وحاوية تحمل اسم إحدى علامات السيارات بها قطع غيار مجهولة الهوية، وحجز 7 ملايين منتوج بقيمة 105 مليون درهم، مقابل 3 ملايين منتوج وحدة بقيمة 92 مليون درهم سنة 2013، موضحا أن هذه المنتوجات تشمل مواد التجميل وغيرها. وبخصوص منتوجات "آش بي"، أعلن أن إدارة الجمارك حجزت سنة 2013 حوالي 3954 خرطوشة حبر تستعمل في آلات الطباعة "آش بي"، في حين بلغت هذه الخرطوشات المحجوزة 65 ألفا و357 سنة 2014. فابريس كامبوي، المدير العام ل"آش بي" إفريقيا للطباعة والأنظمة الشخصية، أفاد أن ظاهرة التزييف أضحت مؤرقة، وأن مكافحتها تتطلب تضافر الجهود، بالنظر إلى انعكاساتها وتأثيراتها على الابتكار والصناعة والمقاولات والتشغيل. واستعرض كامبوي في اللقاء، الذي جمع فاعلين من المغرب ودول إفريقية أخرى، استراتيجية هذا الرائد العالمي في قطاع المعلوميات، موضحا أنه يحرص على تمتين الشراكات مع الحكومات، من أجل تعزيز محاربة التقليد والتقليص من تأثيراتها الخطيرة. وقدم معطيات أبرزت أن 2 في المائة من زبناء "آش بي" فقط اقتنوا منتوجات مزيفة من دون علم، و78 في المائة أكدوا اقتناعهم وتقديريهم للمجهودات المبذولة من قبل الشركة لمواجهة التزييف، أما 69 في المائة من هؤلاء الزبناء فأوضحوا أن منتجات "آش بي" تتمتع بكامل الثقة من قبلهم، وأن قنوات التوزيع المعتمدة من قبل إتش بي توفر منتوجات أصلية. جيف كواسني، مسؤول برنامج حماية علامة "آش بي" بأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، تحدث عن الشراكة بين هذه العلامة والمكتب المغربي للملكية الصناعية وإدارة الجمارك، مؤكدا أن المنتوجات الأصلية، في حالة الطابعات، تمكن من حماية هذه الطابعات وضمان طول مدة استعمالها، كما تطرق إلى مزايا هذه المنتوجات في الحواسيب والخواديم وغيرها من الأجزاء المشكلة للحواسيب. وأبرز أن 11 مليون منتوج ل"آش بي" حجز بين 2010 و2014 بإفريقيا، وتنظيم 4000 عملية مراقبة، و180 تدقيقا قبل تسليم منتوجات "ىش بي" سنة 2012 للزبناء الموزعين. وذكر بأن التزييف يعد جريمة عالمية عابرة للقارات، كما استعرض عددا من الأرقام حول المحجوزات من خراطيش الحبر ومركبات الحواسيب من نوع "آش بي" بالمغرب مسنة 2013. واختتم اللقاء بتوزيع جوائز تقديرية على العديد من ضباط وأطر الجمارك من المغرب وإفريقيا، اعترافا بمجهوداتهم في مجال محاربة التزييف.