تشكل هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية الملك محمد السادس، فضاء للتلاقح الفني، الذي تشكل موسيقى كناوة أرضيته الخصبة التي ينهل منها فنانون من مختلف بقاع العالم. واعتبرت نائلة التازي عبدي، مديرة المهرجان، خلال لقاء صحفي، نظم أول أمس الخميس، بالدارالبيضاء لتقديم هذه التظاهرة الفنية، أن هذه الدورة تشكل بداية عهد جديد، أي عهد النضج والشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحة أن مدينة الصويرة مقتنعة حاليا بأن الوقت حان "للالتزام أكثر، والمساهمة في تمويل المهرجان للمساعدة على استمرار هذه التظاهرة". من جهته، أكد المدير الفني للمهرجان، عبد السلام عليكان، أن هذا المهرجان مبني على حمولة ثقافية كبيرة وأن هذه الحمولة هي التي جعلت الشباب المغربي يميل لتراثه من خلال إنشاء مجموعات فنية راقية أصبح لها صيت عالمي، مبرزا أن دورته لهذه السنة ستتميز بمشاركة فنانين عالميين كبار سيأتون لملاقاة كناوة (لمعلمين) بروح التقاسم والحوار في إطار أعمال فنية ثنائية. وأوضح أن برمجة هذه الدورة تشمل حفلات موسيقية فردية وأخرى للمزج، إضافة إلى سهرات إيقاعية و"ليلات" وملتقيات وندوات، تركز على الجودة والأصالة والتقاسم. وأشار إلى أن هذه الحفلات الموسيقية الانتقائية ستعمل على تحقيق التوازن بين كناوة والجاز والاكتشافات الموسيقية العالمية، موضحا إن الفنانين سيقدمون عروضهم الموسيقية كل مساء في ساحة مولاي الحسن، التي أصبحت رمزا للمهرجان، وفي الأماكن الأسطورية للمدينة وعلى الشاطئ. وتابع أن لمعلم حميد القصري سيلتقي في عرض فني مع الفنان الأفغاني حومايون خان، كما سيلتقي لمعلم محمد كويو مع طوني ألين من نيجيريا، في حين سيلتقي لمعلم عزيز باقبو مع جون الكناوي الأبيض (المغرب). وفي السياق ذاته، سيجمع عرض فني بين لمعلم مصطفى باقبو وميكيل نوردسو باند (الدانمارك)، كما سيجمع عرض آخر بين لمعلم حسن بوسو وكيني كاريت (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، في حين سيجمع عرض آخر بين لمعلم محمود كينيا وكريم زياد من الجزائر. ومن فقرات المهرجان أيضا، محطة يطلق عليها "شجرة الكلمات"، وهي عبارة عن منتدى للحوار والتبادل أحدث سنة 2006، ويعقد كل ظهيرة، ابتداء من الساعة الرابعة بالمعهد الفرنسي للصويرة، حيث يجري حوار حر في جو حميمي بين فناني كناوة وضيوف موسيقى العالم.