تحتضن مدينة الصويرة، ما بين 14 و17 ماي المقبل، الدورة 18 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي سيتم خلالها تقديم طبق فني غني ومتنوع . وتشكل هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فضاء للتلاقح الفني الذي تشكل موسيقى كناوة أرضيته الخصبة التي ينهل منها فنانون من مختلف بقاع العالم . واعتبرت نائلة التازي عبدي، مديرة المهرجان، خلال لقاء صحافي نظم اليوم الخميس بالدار البيضاء لتقديم هذه التظاهرة الفنية، أن هذه الدورة تشكل بداية عهد جديدo أي عهد النضج والشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحة أن مدينة الصويرة مقتنعة حاليا بأن الوقت قد حان " للالتزام أكثر، والمساهمة في تمويل المهرجان للمساعدة على استمرار هذه التظاهرة". وأضافت أن هذه التظاهرة، التي تساهم بدون شك في التنمية اقتصادية والاجتماعية للصويرة عبر الثقافة، تشكل وسيلة قوية تحمل رسائل السلام والانفتاح والإنسانية" وهذه هي إحدى مهام المهرجان الرئيسية منذ 18 سنة". وفي معرض استحضارها لبعض محطات المهرجان، ذكرت بأنه في سنة 1998 ، انطلق مهرجان كناوة و موسيقى العالم تحت شعار "الحرية، العيش المشترك، الكونية والإخاء". وفي السنة الماضية، تضيف التازي، " كنا فخورين بإنتاج وإصدار أنطولوجيا موسيقى كناوة، التي تعد مكونا أساسيا في الملف الذي قدمه المغرب مؤخرا لليونسكو من أجل تسجيل وإدراج الثقافة الكناوية ضمن التراث الشفوي وغير المادي على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن هذا المسعى، الذي تدعمه وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون "من المتوقع أن يتحقق بعد سنتين". وبعد أن أشارت إلى أن بلوغ هذا المبتغى سيتزامن مع دخول المهرجان سنته العشرين، أعربت عن أملها في أن تكون هذه الذكرى الاستثنائية مناسبة للاحتفال بهذا الاعتراف الدولي بموسيقى وثقافة كناوة. ومن جهته، أكد المدير الفني للمهرجان، عبد السلام علي كان، أن هذا المهرجان مبني على حمولة ثقافية كبيرة وأن هذه الحمولة هي التي جعلت الشباب المغربي يميل لتراثه من خلال إنشاء مجموعات فنية راقية أصبح لها صيت عالمي، مبرزا أن دورته لهذه السنة ستتميز بمشاركة فنانين عالميين كبار سيأتون لملاقاة كناوة (لمعلمين) بروح التقاسم والحوار في إطار أعمال فنية ثنائية. وأوضح أن برمجة هذه الدورة تشمل حفلات موسيقية فردية وأخرى للمزج، إضافة إلى سهرات إيقاعية و"ليلات" وملتقيات وندوات، تركز على الجودة والأصالة والتقاسم. وبعد أن أشار إلى أن هذه الحفلات الموسيقية الانتقائية ستعمل على تحقيق التوازن بين كناوة والجاز والاكتشافات الموسيقية العالميةo قال إن الفنانين سيقدمون عروضهم الموسيقية كل مساء في ساحة مولاي الحسن، التي أصبحت رمزا للمهرجان، وفي الأماكن الأسطورية للمدينة وعلى الشاطئ. وتابع أن لمعلم حميد القصري سيلتقي في عرض فني مع الفنان الأفغاني حومايون خان، كما سيلتقي لمعلم محمد كويو مع طوني ألين من نيجيريا، في حين سيلتقي لمعلم عزيز باقبو مع جون الكناوي الأبيض (المغرب). وفي السياق ذاته، سيجمع عرض فني بين لمعلم مصطفى باقبو وميكيل نوردسو باند (الدانمارك)، كما سيجمع عرض آخر بين لمعلم حسن بوسو وكيني كاريت (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، في حين سيجمع عرض آخر بين لمعلم محمود كينيا وكريم زياد من الجزائر. ومن فقرات المهرجان أيضا، محطة يطلق عليها "شجرة الكلمات"، وهي عبارة عن منتدى للحوار والتبادل أحدث سنة 2006 ، ويعقد كل ظهيرة، ابتداء من الساعة الرابعة بالمعهد الفرنسي للصويرة، حيث يجري حوار حر في جو حميمي بين فناني كناوة وضيوف موسيقى العالم . شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)