تستعد مدينة الصويرة لتنظيم الدورة 15 من مهرجانها السنوي "كناوة وموسيقى العالم"، من 21 إلى 24 يونيو المقبل، بمشاركة نجوم موسيقى كناوة والجاز، ومختلف الأصناف الموسيقية المتحدرة من القارة الإفريقية. من أجواء الدورة السابقة (خاص) وأعلن المنظمون، في ندوة صحفية احتضنتها مدينة الدارالبيضاء، أخيرا، لتقديم برنامج المهرجان، أن الدورة 15 ستحتفي بموسيقى الجاز، لما تحتله من مكانة متميزة في العالم، إذ من المنتظر أن يحل بالصويرة نجوم كبار لتخليد هذه الدورة. وسيتبادل سيلفان لوك تريو أوركانيك والمعلم عبد السلام عليكان ومجموعته "طيور كناوة"، حوارا عفويا بالأنغام الموسيقية. ومن الضيوف المتميزين، الثلاثي جواكيم كوهن، ومجيد بقاس، ورامون لوبيز. وقالت نائلة التازي، مديرة ومنتجة المهرجان، إن افتتاح الدورة 15 من مهرجان كناوة سيتزامن هذه السنة مع اليوم العالمي للموسيقى، الذي يحتفل به 116 بلدا. وأوضحت، في الندوة الصحفية ذاتها، أن دورة هذه السنة ستتميز بتقديم عروض موسيقية متنوعة، تجمع موسيقى كناوة بمختلف الأصناف الموسيقية العالمية، في منصة ساحة مولاي الحسن، ومنصة ميدتيل-الشاطئ، وبرج باب مراكش، ودار الصويري وزاوية سيدنا بلال، التي ستحتضن "الليلات الكناوية"، وبعض الحفلات الموسيقية الحميمية، فضلا عن تنظيم منتدى "حركية المجتمعات، حرية الثقافات"، بمشاركة فنانين وأدباء ووزراء من مختلف القارات، منهم وزير الثقافة والسياحة السنيغالي يوسو ندور، ووزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي، والمديرة العامة لليونسكو، البلغارية إيرينا بوكوفا، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي. وأضافت التازي أن المهرجان سيشهد، أيضا، منتدى للحوار بعنوان "شجرة الكلمات"، في مركز التحالف الفرنسي المغربي، حيث سيتجاذب فنانو كناوة وفنانو الموسيقى العالمية أطراف الحديث مع جمهور المهرجان، طيلة أيام هذه التظاهرة الفنية. من جانبه، قال الباحث الموسيقي المغربي، أحمد عيدون، إن الدورة 15 ستتميز بإصدار "أنطولوجيا" كناوية، في حوالي عشرة أقراص صوتية مضغوطة، بالإضافة إلى كتاب من 140 صفحة، يوثق لأول مرة للنصوص الشعرية الكناوية بالعربية والفرنسية، مع دراسة كاملة للمحيط التاريخي، والسوسيولوجي، والموسيقي، والرمزي لتلك الأغاني. وفي السياق ذاته، قال رئيس جمعية "ارمى كناوة" والمدير الفني للمهرجان، المعلم عبد السلام عليكان٬ الذي يشرف على هذا المشروع، الذي يعده عيدون، إن الأنطولوجيا تهدف إلى توثيق الموسيقى الكناوية، والتعريف بمعلميها، مشيرا إلى أن إنجاز هذه الأنطولوجيا مر عبر أربع مراحل، من خلال التواصل مع أقطاب كناوة في كل أنحاء المغرب، وجمع المادة الخام، والانتقاء، ثم التسجيل. كما ستشهد الدورة إصدار شريط وثائقي مستخرج من أرشيف يضم 600 ساعة من الموسيقى والصور، التي تعكس أجواء المهرجان، على نحو يمكن من انتقاء أجمل اللحظات وتوثيقها في علبة تذكارية تستحضر 14 دورة من دورات المهرجان الحافلة بلحظات خالدة. ويروي هذا الفيلم الوثائقي، الذي يخرجه عبد الرحيم متور، المسيرة الفريدة لهذا المهرجان، وجاء في المذكرة التقديمية لهذا العمل أن "الشريط سيضم لقطات من الأرشيف، معززة بشهادة العديد من الفنانين والمشاركين في المهرجان".