يفتتح المعرض، المنظم إلى غاية 30 أبريل الجاري من طرف الجمعية البيضاوية للكتبيين، وبتعاون مع وزارة الثقافة، بتكريم القاص المغربي محمد القطيب التناني، بمشاركة عدد من الجمعيات الثقافية والأدباء من أصدقاء الكاتب، وتنظيم ندوة "السرد والقراءة"، من تنسيق نادية بوطاهر، ومشاركة محمد شقران، وعبد الواحد عبدوني، وعبد الله قدوري، وعبد الحكيم. ينشط البرنامج الثقافي الموازي للمعرض، حسب بلاغ للمنظمين، نادي القلم المغربي، بتنسيق مع مختبر السرديات، وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية درب السلطان، ونادي الكتاب، وشبكة القراءة بالمغرب، والجمعية المغربية لمساندة الأسرة، ورابطة قدماء تلاميذ الدارالبيضاء، وطلبة ماستر السرد الأدبي الحديث والأشكال الثقافية. ويعد المعرض الوطني للكتاب المستعمل، حسب المنظمين، من أهم التظاهرات الثقافية الوطنية، التي ترسخت كموعد ثقافي سنوي يقام في قلب الدارالبيضاء الشعبية، ويمكن من تحقيق تراكم نوعي وكيفي مشهود له به وطنيا وحتى في الخارج. في السياق ذاته، قال رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين يوسف بورة في تصريح ل"المغربية"، إن "الكتبيين يساهمون في نشر المعرفة بأقل التكاليف، باعتراف من عدد من الكتاب والأدباء، الذين أكدوا أنهم عثروا على ما ألهمهم في إنجاز بعض مؤلفاتهم في كتب اقتنوها من بائعي الكتب القديمة، كما أكد مثقفون وباحثون أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا الأثمنة الزهيدة والرمزية للكتب والمراجع والمصادر، التي يعرضها الكتبيون". وأضاف بورة "في الدول المتقدمة، وأيضا بعض الدول الأقل تقدما، التي تملك تقاليد ثقافية عريقة، توجد للكتاب المستعمل والقديم مكانة خاصة، وللمشتغلين فيه وضع اعتباري ومجتمعي لائق، يحرص الجميع على دعمه وتطويره والحفاظ عليه، صونا للذاكرة الثقافية، ودعما لانتشار القراءة في الأوساط الفقيرة وذات الدخل المحدود"، مؤكدا أن الكتبيين لا يمكنهم أن يصبحوا جزءا معماريا وسياحيا في المدن التي يوجدون بها، إلا بتخصيص فضاءات، تكون بمثابة مزارات ثقافية وسياحية تزيد من رونق المدن، عوض الاستمرار في عرض كتبهم داخل الأسواق الشعبية والعشوائية. وأفاد أن مهنة الكتبي في المغرب تشهد تراجعا متواصلا يهددها بالانقراض، وأن عدد الكتبيين تراجع في مجموع أرجاء المغرب إلى أقل من المائتين.